كابول، خان آباد افغانستان، اسلام آباد، واشنطن، نيويورك، لندن - "الحياة"، اب - ا ف ب -رويترز - أعلنت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية ان حركة "طالبان" انسحبت أمس من معقلها الشرقي في جلال آباد التي باتت تحت سيطرة القيادات المحلية، ومن اسد آباد عاصمة ولاية كونار شمال شرقي أفغانستان ومن ولاية خوست شرقا على الحدود الباكستانية - الافغانية. وقال الناطق باسم الادارة الجديدة التي وضعت تحت سيطرة الزعيم المحلي يونس خليلي ان الميليشيات الاسلامية انسحبت من ولاية ننغهار وعاصمتها جلال آباد. وذكرت الوكالة ايضاً ان زعماء قبائل وقادة ميليشيات محلية استعادوا أمس السيطرة على مدينة غارديز على بعد 122 كلم جنوبكابول وعاصمة ولاية باكتيا. وقالت الوكالة التي لم تذكر اي مصدر ان مجلس شورى جديداً يتولى امور المدينة بعد انسحاب "طالبان" منها. ويأتي انسحاب الحركة من جلال آباد بعد قصف أميركي عنيف ليلاً على المنطقة. وقصف الطائرات الاميركية منشآت عسكرية من جلال آباد الى قناة غرب المدينة. وتعرض مقر قيادة الكتيبة ال81 للقصف في هذا الهجوم الذي يعتبر الاعنف منذ شهر. ولم يشر مسؤول "طالبان" الى سقوط ضحايا. ونقلت الوكالة عن شهود في المنطقة ان القصف كان كثيفاً ومتواصلاً في شكل لم "تغمض اعين السكان طوال الليلة الماضية". ولم تتوافر اي معلومات عن سقوط ضحايا. وانسحبت "طالبان" ايضاً من اسد آباد عاصمة ولاية كونار شمال شرق على ما أضاف المصدر ذاته حيث تولت القيادات المحلية في المدينة السلطة. وذكرت الوكالة من جهة اخرى، ان "طالبان" اخلت ايضاً ولاية خوست شرقا قرب الحدود الباكستانية -الافغانية بطلب من قادة محليين. وأوضحت انهم والمقاتلين السابقين خلال الحرب ضد السوفيات تولوا السلطة في الولاية. كما انسحب مقاتلو "طالبان" من ولايتي لوغار جنوبكابول وأورزوغان وسط الشرق اللتين باتتا تحت "سيطرة السكان المحليين". وأوضحت وكالة الانباء الاسلامية ان قوات الحركة اتجهت نحو الجنوب الى معقل الحركة في قندهار. وتعتبر الولايتان من الولايات ذات الغالبية البشتونية. ويشير المراقبون الى ان حديث الوكالة عن سقوط الولايتين في ايدى "السكان المحليين" يعني حركة تمرد قام بها السكان ضد "طالبان" وليس تقدم قوات المعارضة. وفي حال تأكدت هذه المعلومات، فإن "طالبان" تكون انسحبت من حوالى نصف ولايات افغانستان، بعدما باتت 17 ولاية تحت سيطرة "تحالف الشمال"، او القادة المحليين. سقوط قندهار وأعلن "تحالف الشمال" ان "طالبان" لم تعد تسيطر على قندهار. وقال وزير خارجية التحالف عبدالله عبدالله في مؤتمر صحافي في كابول: "الموقف في قندهار تسوده الفوضى التامة بالفعل، وسلطات طالبان غير ظاهرة في قندهار، ولذلك ترك الناس في موقف مفتوح". وأكد سفير الحكومة الافغانية في دوشانبه سعيد ابراهيم حكمت ان قوات التحالف استولت على المدينة. وقال "ان الشعب تمرد وبسط تحالف الشمال سيطرته. ولم يعدهناك اي عناصر من طالبان". ولم يتسن تأكيد التقرير من مصدر مستقل، لكن زعيماً قبلياً قال ان "طالبان" "وضعت طوقاً دفاعياً حول قندهار وستقاتل اي محاولة للاستيلاء على المدينة". ومع سيطرة حكومة التحالف على أربعة اقاليم شرق افغانستان، أصبحت "طالبان" تسيطر على اقل من 20 في المئة من اراضي افغانستان، بحسب ما قال وزير الداخلية في التحالف يونس قانوني.والأقاليم هي: لغمان ولوغار وكونار وننغهار. ويستعد الآلاف من جنود التحالف لشن هجوم على مدينة قندز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه والتي تعتبر آخر معقل مهم ل"طالبان" في شمال افغانستان. وكان المئات من جنود المعارضة ينتظرون عند ابواب خان آباد على طول الطريق المؤدية الى قندز على بعد نحو عشرين كلم غرباً لتلقي الاوامر للاستيلاء على المدينتين. ويعلق التحالف اهمية كبرى على الاستيلاء على قندز لأن الطريق التي تربط العاصمة الافغانية بطاجيكستان تمر عبر هذه المدينة الشمالية. دوريات أميركية في نيويورك، اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أمس ان القوات الاميركية الخاصة اقامت مراكز تفتيش على اهم الطرق التي تصل شمال افغانستانبجنوبها "لوقف الاشخاص الذين يجب اعتقالهم". وقال في اعقاب زيارة الى موقع برجي مركز التجارة العالمي المهدمين "لقد تسللت فرقنا الى الجنوب وقامت بقطع الطرق". واعتبر رامسفيلد أول من أمس ان "طالبان" تواجه مشكلات في الاتصال، ولم تقرر ما ينبغي ان تفعله بقواتها التي انسحبت من شمال افغانستانوكابول. وأوضح رداً على اسئلة الصحافيين: "لا شك في ان طالبان والقاعدة تحتفظان بالكثير من قواتهما. وإن كانت هذه القوات تسعى الى عبور الحدود مع باكستان او تعزيز قندهار، فإنني اشك في ان تكون اتخذت هذا القرار. فهي تواجه مشكلات في الاتصال". واعتبر ان "البلبلة" المخيمة في البلد تسهل البحث عن أشخاص أمثال اسامة بن لادن. وفي لندن، أعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون أمس ان قصف اهداف منتقاة في افغانستان سيستمر الى حين العثور على اسامة بن لادن. وأعرب هون في حديث مع "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي من اوزبكستان عن اعتقاده بان بن لادن سيعتقل. وأضاف: "من الواضح ان نجاح تحالف الشمال في كسب ارض سيحرم بن لادن من الاماكن التي يختبئ فيها، وهكذا نجحت حملة الضغط التي نشنها لكنها يجب ان تستمر". وقال هون انه قد لا يكون من السهل اجبار بن لادن على الخروج من مخبئه في افغانستان، لكنه يعتقد ان عناصر من داخل طالبان هي التي ستسلمه. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان "آلافاً عدة" من الجنود البريطانيين وضعوا في حال تأهب لانتشار محتمل في مدينتي كابول ومزار الشريف الافغانيتين في مهمة لحفظ السلام. وأضاف الناطق باسم الوزارة انه يمكن تعبئة هذه القوات في خلال 48 ساعة وان اي قرار لم يتخذ بعد بشأن انتشارها على الارض. وقال هون ان "الهدف هو تمهيد الطريق امام قوة حفظ سلام دولية مستقبلية والعمل على تمكين مثل هذه القوة من العمل في افغانستان". وكان الناطق باسم وزارة الدفاع، أعلن في وقت سابق ان المهمة تكمن في حفظ الاستقرار لتسهيل تشكيل حكومة جديدة بإشراف الاممالمتحدة وسيسمح وجود هذه القوات بتعزيز عمليات المساعدات الانسانية.