نفت السلطات الافغانية أمس، لقاء مسؤوليها سراً القائد العسكري لحركة «طالبان» الملا عبد الغاني برادار، الذراع اليمنى لزعيم المتمردين الأفغان الملا محمد عمر والمعتقل منذ عام 2010 في باكستان. وقال زردشت شمس الناطق باسم السفارة الأفغانية في إسلام آباد: «ننفي بشدة حصول أي لقاء بين الملا برادار والسلطات الافغانية»، رغم ان محمد اسماعيل قاسميار عضو مجلس المصالحة الوطنية في افغانستان المكلف التفاوض مع «طالبان» اعلن اول من امس ان مسؤولين في كابول التقوا الملا عبد الغني برادار سراً قبل شهرين. وأفاد مصدر قريب من عائلة الملا برادار ان ممثلي السلطات الافغانية لم يتصلوا به، لكنهم ابلغوه رسالة في شأن مفاوضات السلام عبر عائلته. وعلى غرار كابول، نفت السلطات الباكستانية حصول اللقاء، لكن بعض المسؤولين الباكستانيين اكدوا العكس طالبين عدم كشف هوياتهم. وتطالب كابول إسلام آباد باطلاق برادار وقادة «طالبانيين» آخرين تعتقلهم، من اجل الدفع بمحادثات السلام مع اقتراب موعد انسحاب القوات الحلف الأطلسي (ناتو) من افغانستان بحلول نهاية 2014، علماً ان كابول اعتبرت دائماً ان اعتقال برادار في باكستان ادى الى تقويض الجهود التي بذلتها لإبرام اتفاق سلام مع المتمردين الذين يرفضون رسمياً خوض مفاوضات سلام بحجة ان السلطات الافغانية «دمية في يد الولاياتالمتحدة». وجمّدت «طالبان» في آذار (مارس) الماضي محادثات تمهيدية مع الولاياتالمتحدة بسبب عدم افراجها عن خمسة من قادتها المعتقلين في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا. على صعيد آخر، اعلن مسؤولون أمنيون أفغان ان الجيش الباكستاني قصف مدة ساعتين نقاط تفتيش تابعة لقواتهم في ولاية كونار (وسط). ونقلت صحيفة «خاما» الأفغانية عن قائد شرطة كونار، محمد أيوب حسين خل، قوله إن «الجيش الباكستاني قصف فجراً نقاط التفتيش في منطقة دانغام بالولاية. وأشار الى انه زار المنطقة مع افراد من قوات شرطة الحدود، من أجل الرد على القصف الباكستاني. وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية نجيب نكزاد اندلاع اشتباكات مدة ساعتين «من دون ان يسفر ذلك عن ضحايا، رغم اطلاق نحو 50 قذيفة من باكستان». وزادت حدة الاضطرابات الحدودية منذ شهور بين الجاريين. واتهمت كابول إسلام آباد بإطلاق مئات القذائف الى الاراضي الافغانية خلال هذه الفترة. وشهد الشهر الجاري اقالة البرلمان الافغاني وزيري الداخلية والدفاع بسبب التقصير الأمني، خصوصاً بسبب هذا القصف، علماً ان الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) ندد الشهر الماضي بحصوله وبتجاهل إسلام آباد تحذير كابول من انه قد يضر بالعلاقات الثنائية. في نهاية حزيران (يونيو)، فرّ آلاف من الأفغان من ولاية كونار، بعد سقوط 850 قذيفة في المنطقة، ومقتل 4 مدنيين. واعقب ذلك، تهديد افغانستان برفع شكوى الى مجلس الأمن ضد باكستان، في حال لم يوقف جيش الأخيرة قصف اراضيها. ميدانياً، اعلنت وزارة الداخلية مقتل 24 مسلحاً من «طالبان» واعتقال 7 آخرين في 15 عملية مشتركة نفذتها القوات الحكومية بالتعاون مع نظيرتها في «الناتو» خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات لغمان وبغلان وقندز وبلخ وقندهار ولوغار وغزني وخوست وهلمند. وفي باكستان، قتل 12 متشدداً على الأقل وجرح 13 جندياً في اشتباكات اندلعت في منطقة اوراكزاي القبلية (شمال غرب)، بعد نصب متشددين مكمناً لدورية عسكرية. ويشن الجيش الباكستاني منذ شهور عمليات ضد متشددين في اوراكزاي.