استمر تدهور الوضع الأمني في أفغانستان قبل يومين من انتخابات الرئاسة، حيث وقع هجوم انتحاري شرقي العاصمة أدى إلى مقتل ثلاثة حسب مصادر رسمية بعد ساعات من هجوم صاروخي استهدف القصر الرئاسي والمقر الرئيس للشرطة بكابل. ونقل مصدر مطلع في العاصمة الأفغانية عن وزارة الداخلية قولها إن هجوما انتحاريا وقع على الطريق بين كابل ومدينة جلال أباد عاصمة محافظة ننغرهار شرقي البلاد أسفر حسب مصادر وزارة الدفاع الأفغانية عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 21 آخرين. ولم تتضح على الفور طبيعة الموقع المستهدف، لكن مراسل الجزيرة قال إن الهجوم وقع قرب مقر للجيش الأفغاني والقوات الدولية. وأشار شهود إلى أنه استهدف قافلة للقوات الغربية كانت تسير على الطريق الموصل إلى جلال أباد. يشار إلى أن منشآت دولية ومحلية عدة تقع على هذا الطريق بينها مقر قيادة التحالف الغربي في أفغانستان وبعض معسكرات القوات الدولية ومعسكرات لهذه القوات إضافة إلى الكلية العسكرية الأفغانية.كما أن الهجوم الانتحاري هو الثاني في خمسة أيام حيث استهدف السبت هجوم آخر نفذه انتحاري ينتمي إلى حركة طالبان مقر قيادة قوات الناتو بكابل ما أدى إلى مقتل سبعة أفغان.وأشار المصدر إلى أن الوضع متوتر بشكل غير اعتيادي في كابل وأن الحركة قليلة فيها وهناك تحسب من وقوع هجمات بولاية قندهار. وكانت باحة القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة القريب قد تعرضا صباح امس لقصف صاروخي دون أن يؤدي إلى وقوع أضرار حسب ما أفادت المصادر الأمنية الأفغانية. وقال المصدر إن قصف المقر الرئاسي ترافق مع سقوط صواريخ على مدينة جلال أباد، وهو ما أوقع جرحى بينهم تسعة أطفال. وأشار إلى أن الهجوم يؤشر على إصرار حركة طالبان على إعاقة العملية الانتخابية، وهو ما كانت أشارت له في بيان صدر أمس. وذكر نائب مدير المستشفى الحكومي بجلال أباد أن معظم الصواريخ سقطت قرب مطار المدينة وأنها أدت إلى إصابة عشرة أشخاص معظمهم نساء وأطفال.وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في رسالة إلى وكالة رويترز عبر هاتف نقال مسؤولية الحركة عن هجومي كابل وجلال أباد، حيث أشار إلى أن مقاتليها أطلقوا أربعة صواريخ على كابل وعددا آخر على جلال أباد. وفي ولاية أوروزغان جنوبي أفغانستان فجر انتحاري امس نفسه في حاجز للقوات الأفغانية ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة جنود، حسب ما أفاد قائد الشرطة المحلية. وتشهد العاصمة الأفغانية في هذه الأيام استنفارا أمنيا، حيث يجوب الجيش الأفغاني في أثنائه أجواء المدينة مستخدما مروحيات أميركية على أبواب انتخابات الرئاسة التي تجري بعد غد وانتهت اليوم الحملات الانتخابية للمرشحين فيها.في هذه الأثناء واصلت حركة طالبان هجماتها في غير مكان بغرض إجهاض العملية الانتخابية، حيث أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى مقتل مرشح للمجلس المحلي في منطقة جوزجان الهادئة نسبيا شمالي البلاد على يد مسلحي الحركة. وفي إقليم قندز القريب نقل محافظ منطقة شار داراه أن عناصر من القوة الألمانية والشرطة الأفغان تبادلوا امس إطلاق النار مع مسلحين في المنطقة دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات. غير أن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قال إن المسلحين دمروا مركبتين مدرعتين تابعتين للقوات الألمانية وإن أحد المسلحين أصيب بجروح طفيفة.