} تكثفت المساعي الدولية لوقف تدهور الاوضاع في مقدونيا، وتحريك عملية السلام في اتجاه الاسراع في مصادقة البرلمان على التعديلات الدستورية التي توفر للأقلية الألبانية مزيداً من الحقوق القومية والسياسية. ذكرت وسائل الاعلام في سكوبيا امس، ان خطاً هاتفياً "ساخناً" فتح خلال اليومين الاخيرين بين الرئىس المقدوني بوريس ترايكوفسكي وكل من وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومنسق الشؤون الامنية والخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون "من اجل تجاوز الطريق المسدود الذي يعترض عملية السلام" اثر تصاعد الخلافات بين الطرفين المقدوني والالباني وازدياد المواجهات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة ألبانية". ونقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن سولانا، ان الاحزاب السياسية المقدونية والالبانية "تمكنت من التغلب على عقبة رئيسة كانت تعيق المصادقة على اتفاق السلام". وأضاف: "ان الاطراف الرئىسة في مقدونيا، شاركت في ابرام اتفاق للسلام، وينبغي ان تتم مصادقة البرلمان على التعديلات الدستورية التي تضمنها الاتفاق من دون معوقات". والى ذلك، اعرب رئىس البرلمان المقدوني ستويان اندوف عن امله في "استئناف اعمال البرلمان والتوصل الى نتائج سريعة بخصوص تشريع التعديلات الدستورية". وأشار الى ان الوسيط الاوروبي الفرنسي ألان لاروا، نقل اليه رسالة حزب "الرفاه" الالباني بأنه سحب اعتراضاته وانه سيؤيد التعديلين الدستوريين المتعلقين بالقومية والديانة الرئىستين، اللذين اجريت عليهما تغييرات لمصلحة السلافيين المقدونيين "وذلك على رغم استمرار التحفظات الالبانية تجاه التغيير الذي حصل في الصيغة الاصلية التي اتفق عليها بين الاحزاب الرئىسة المقدونية والالبانية" في 13 آب اغسطس الماضي. يذكر ان الجانب الالباني تعرض اخيراً الى ضغط غربي شديد، للتخلي عن معارضته للتغييرات التي تمت على "اتفاق السلام" خصوصاً، ما يتعلق بالفقرة القومية التي وفرت للسلافيين المقدونيين مكانة متميزة في الدستور، والتي اصبح صوغها: "ان جمهورية مقدونيا هي دولة الشعوب المقدونية والمواطنين الذين هم جزء من الشعوب الالبانية والاقليات الاخرى"، اذ يعتبر الالبان ان هذا الصوغ جعلهم في منزلة ثانوية في مقدونيا. ومن جهة اخرى، نقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن قائد اطلق على نفسه "ألبان بيريشا" في التنظيم العسكري الجديد "الجيش القومي الالباني" بأن مقاتلي هذا التنظيم "نفذوا الهجوم الذي اسفر عن اربعة قتلى في صفوف الشرطة وجرح 20 آخرين، بين الذين دخلوا المناطق الالبانية المحررة، واعتقلوا الكثير من الاشخاص، ما يؤكد ان المقدونيين لا ينفذون العفو عن المقاتلين السابقين". وأعلن القائد بيريشا، ان "الجيش القومي الالباني" سيواصل عملياته المسلحة "لأن اتفاق السلام لا يلبي الحد الادنى من مطالب الالبان". ودعا كل الالبان القادرين على حمل السلاح الى "الانضمام الى الحركة المسلحة الالبانية" الجديدة. وكان "الجيش القومي المقدوني" اخذ 39 مقدونياً رهائن، خلال المواجهات التي وقعت مساء الاحد الماضي، لكنه أفرج عنه بعد تدخل من الحلف الاطلسي. ومعلوم ان "الجيش القومي الالباني" اعلن عن قيامه، بعدما سلم التنظيم العسكري السابق "جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا" اسلحته الى الحلف الاطلسي وأعلن مسؤوله السياسي علي احمدي، انتهاء وجوده ووقف نشاطاته العسكرية، وتعتبر الحكومة المقدونية ان التنظيم الالباني الجديد هو امتداد للتنظيم السابق "وان المقاتلين هم انفسهم ولم يسلموا اسلحتهم، على ما افاد مسؤولو الحلف الاطلسي". وأعلنت وزارة الداخلية المقدونية، ان الشرطة التابعة لها، قامت بتمشيط قرية "تريبوش" وضواحيها، القريبة من مدينة تيتوفو، التي قتل فيها الشرطة "بحثاً عن الاسلحة والارهابيين". وتواصل تبادل اطلاق النار في تيتوفو، ذات الغالبية من السكان الالبان في شمال غربي مقدونيا، ووصفت المعلومات المدينة امس، ان شوارعها كانت خالية من الحركة ومحالها مغلوقة والدراسة متوقفة في مدارسها، حيث لزم السكان منازلهم.