اجرى منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا محادثات مكثفة مع الزعماء المقدونيين والألبان، في محاولة وصفت بالأخيرة لإنقاذ "اتفاق السلام" الذي شارف على الانهيار. ولم يفصح سولانا عن نتيجة محادثاته، لكنه اوضح لوسائل الإعلام في سكوبيا، انه حض كل الأطراف السياسية في مقدونيا، على "وجوب الاستجابة سريعاً للتحذيرات الدولية من عواقب اضاعة الفرصة المتاحة لإنهاء الأزمة في بلادهم". وكان المسؤول الأوروبي وصل الى سكوبيا، فجأة، ليل اول من امس، عقب معلومات عن الغاء مهمته برفقة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون اول من امس "لأسباب تتعلق بالمشكلات الجسيمة التي تعرقل المصادقة النهائية على اتفاق الحكومة المقدونية مع الأقلية الألبانية" المبرم في 13 آب اغسطس الماضي بإشراف وسطاء غربيين. ونقلت وسائل الإعلام في سكوبيا عن روبرتسون لم يشارك سولانا امس ان انهاء المشكلة المقدونية "منوط بالمصادقة على كل التعديلات الدستورية الخمسة عشر التي تضمنها اتفاق السلام". وقال: "لا نقبل أي تعديل في بنود الاتفاق،إلا اذا ارتأى ذلك كل الزعماء السياسيين المقدونيين والألبان الذين وقعوه". ومعلوم ان تشريع البرلمان للاتفاق، يتطلب تأييد 81 نائباً ثلثا عدد اعضائه ال120 وهو امر غير متوافر في ظل معارضة غالبية ال95 نائباً مقدونياً للتعديلات الدستورية في وضعها الراهن الذي يمنح حقوقاً واسعة للأقلية الألبانية 25 في المئة من السكان على حساب الغالبية السلافية المقدونية 65 في المئة. ومن جهة اخرى، بعث الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي برسالة الى المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلا ديل بونتي، طلب منها ارسال فريق من خبراء القضايا الجنائية الى مقدونيا، لاستطلاع عدد من المواقع في المناطق الشمالية والشمالية الغربية التي لا يزال يتحكم المسلحون الألبان فيها حيث "تتوافر معلومات عن وجود مقابر جماعية فيها لمدنيين قتلهم جيش التحرير الوطني لألبان مقدونيا".