بعث الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي برسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش، ناشده فيها "تقديم الدعم لحل الازمة المقدونية". وجاءت الرسالة إثر تزايد المؤشرات الى انهيار "اتفاق السلام" الذي ابرم في 13 آب اغسطس الماضي، بسبب الخلافات المتصاعدة بين الغالبية السلافية المقدونية والاقلية الالبانية في شأن التعديلات الدستورية التي تمنح الالبان في مقدونيا مزيداً من الحقوق القومية والسياسية، اضافة الى تواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين ألبان في مناطق المواجهات التي سيطر المقاتلون الألبان عليها. وأفادت الحكومة المقدونية، انه لا يمكن الاطمئنان الى استقرار مقدونيا من خلال المصادقة البرلمانية على اتفاق السلام "في وقت لا تزال كميات كبيرة من الاسلحة لدى الالبان، الذين يستخدمونها ضد السلطات الشرعية، على رغم اعلان حلف شمال الاطلسي عن جمع كل اسلحة المقاتلين". وأضافت ان "الاستقرار يتأتى فقط بعد تجريد الارهابيين من كل ما لديهم من اسلحة، وتوافر ضمانات من الحلف الاطلسي، بعودة السلطات الحكومية الى كل اراضي مقدونيا". وأعلن في سكوبيا، ان منسق الشؤون الامنية والخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون، ألغيا زيارتهما لمقدونيا التي كانت مقررة امس "لكثرة اشغالهما في الوقت الحاضر". لكن وسائل الاعلام في سكوبيا، اشارت الى ان سبب هذا الالغاء، يعود الى اتصالات اجراها المسؤولان الاوروبي والاطلسي مع الحكومة المقدونية وزعماء الالبان "اسفرت عن عدم حصول تقدم في تنفيذ الاقتراحات التي قُدمت خلال زيارتهما السابقة الاسبوع الماضي". وأضافت "انهما لا يجدان فائدة من مهمة جديدة لمنع انهيار اتفاق السلام، اذا لم تعرض التعديلات الدستورية على البرلمان وحصول انفراج امني في مناطق المواجهات". من جهة اخرى، زار مقدونيا امس كل من وزيري الدفاع الالماني رودولف شاربينغ والفرنسي آلان ريشار، حيث التقيا نظيرهما المقدوني فلادو بوتشكوفسكي وحضرا تمارين عسكرية قرب مطار سكوبيا المدني، نفذتها قوة "الثعلب العنبري" التابعة للحلف الاطلسي المتكونة من نحو 1100 جندي بقيادة المانية ومساهمة فرنسية وايطالية، المنتشرة في مقدونيا لحماية المراقبين الاوروبيين والاشراف على مناطق المواجهات بين القوات الحكومية والالبان.