} قتلت "القوات الخاصة" التابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي محمد يوسف ريحان 52 عاما خلال اقتحامها قرية تل قرب نابلس، ليكون ريحان بذلك الفلسطيني الرقم 60 الذي يقتل منذ اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي المتطرف والعنصري رحبعام زئيفي، وذلك تنفيذاً ل"وصيته" التي تعهد بتنفيذها رئيس الوزراء آرييل شارون. تؤكد الممارسات العسكرية الإسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون مستمر في تنفيذ "وصية" زئيفي حسب ما سبق ان تعهد خلال كلمته التأبينية أمام الكنيست. وكان زئيفي طالب شارون قبل أيام من اغتياله بتكثيف سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وقال ان على اسرائيل ان "تقتل 50 عربياً مقابل مقتل يهودي واحد"، كما طالب بهدم منازل عائلات منفذي الهجمات والناشطين واعتقال أقاربهم وفرض عقوبات على القرى والمناطق السكنية التي يخرجون منها. وفعلا، كما يقول الفلسطينيون بسخرية، بعد 25 يوما من مقتل زئيفي "نفذ شارون وصية زئيفي بكل أمانة". وبرزت عملية الاقتحام التي نفذتها "القوات الخاصة" في قرية تل فجراً وتواصلت حتى ساعات بعد الظهر، كأحدث نموذج لهذا التنفيذ. اذ اقتحمت قوات كبيرة من الجيش وافراد "القوات الخاصة" القرية في الساعة الثالثة واغتالت أحد كوادر "حركة المقاومة الاسلامية" حماس باطلاق 40 رصاصة عليه بعد خروجه من بيته بناء على طلبهم، اضافة الى محاولة حرق منزل الضابط اياد شتية، واخلاء منزل والدة الشهيد ياسر ابو عصيدة الذي اغتيل قبل عشرة ايام، واعتقال 45 فلسطينيا بمن فيهم شباب وآباؤهم، إضافة الى ما رافق عملية الاقتحام من ارهاب وترويع للمدنيين في بيوتهم تحت جنح الظلام. بذلك كله، نفذ شارون "وصية" زئيفي بحرفيتها. وقال عمر احد اشقاء الشهيد ابو عصيدة ل"الحياة" بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قريته انه "كان واضحا من تصرفاتهم وحديثهم انهم ارادوا الانتقام ومعاقبة القرية باكملها". واوضح: "اقتحموا منزل والدتي وطلبوا من الجميع اخلاء المنزل خلال عشر دقائق لانهم يريدون هدمه، وقالوا لنا ان ياسر كان يريد ان يقتل عددا كبيرا من اليهود ولهذا سنهدم منزلكم، وهددوا باطلاق النار على كل من يبقى فيه. لكنهم انسحبوا قبل ان ينفذوا الهدم". وكان ابو عصيدة استشهد جراء اطلاق صاروخ من مروحية حربية اسرائيلية عليه وعلى زميله فهمي ابو عيشة قبل عشرة ايام. وقالت اسرائيل في حينه انهما كانا في طريقهما لتنفيذ عملية داخل اسرائيل. وقال ناطق بلسان الجيش الاسرائيلي انه تم اطلاق النار على ريحان خلال "تبادل لاطلاق النار"، مضيفا ان ريحان متهم بقتل مستوطنين قبل ثلاث سنوات. لكن اهالي القرية قالوا ل"الحياة" ان ريحان الذي قتل بأيدي الإسرائيليين كان مطلوباً لقوات الاحتلال، وكذلك نصر الدين الشاعر ابو عصيدة الذي لم يكن موجوداً في القرية في ما يبدو اثناء عملية الاقتحام. وقرية تل هي القرية الفلسطينية الثالثة عشرة التي تنفذ قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال وهدم منازل عائلات ناشطين فيها منذ 17 الشهر الماضي. ومن أبرز هذه القرى بلدة بيت ريما شمال رام الله والتي استشهد خلال دهمها خمسة فلسطينيين واعتقل 24 آخرون وهدمت ثلاثة منازل فيها جميعها تعود الى عائلات "مطلوبين". وقبل تل، تعرضت قرية عراقة القريبة من جنين لحملة دهم واقتحام مماثلة هدمت خلالها القوات الاسرائيلية منزل عائلة الشهيد نظير حماد منفذ عملية العفولة ومنزل والده عبدالفتاح، كما اعتقل 12 فلسطينيا. وفي يعبد، اصيب شابان واعتقل اربعة في عملية دهم مماثلة. وشملت عمليات الدهم ايضا قرى عرابة وجلبون والطرم واكتابة وكفر القرع وجميعها مصنفة مناطق أ، اي مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية وفقا لاتفاقات اوسلو. من جهة اخرى، توفي احمد ابو مصطفى 12 عاما في غزة متأثرا بجروح اصيب بها خلال مواجهات مع الجيش في خان يونس الاسبوع الماضي.