دشت القلعة، جبل السراج أفغانستان، طشقند، السلام آباد، لندن "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - دارت معارك عنيفة أمس بين حركة "طالبان" وقوات "تحالف الشمال" الافغاني المعارض على الجبهة الشمالية الشرقيةلافغانستان قرب الحدود الطاجيكية. وتقصف المدفعية الثقيلة للتحالف تلالا تتمركز فيها قوات "طالبان" على خط جبهة دشت القلعة حيث كانت سحب الدخان ترتفع في الهواء. وعند العصر بدأت قوات "طالبان" بالرد واطلقت قذائف على مواقع المعارضة. وهي المعارك الاولى بهذا الحجم التي تجري على هذه الجبهة بين المعارضة و"طالبان" منذ بدء الضربات الاميركية على افغانستان في السابع من تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقصفت مقاتلة اميركية من طراز "بي-52" عمق منطقة تسيطر عليها "طالبان" قرب خط دشت القلعة. واعلن التحالف أمس انه استولى على كل اقليم سار البل جنوب مزار الشريف. وقال يونس قانوني وزير داخلية في "تحالف الشمال": "في ساعة مبكرة من الصباح اصبحت سار البل تحت سيطرة الحكومة"، التابعة للرئيس المخلوع برهان الدين رباني. واضاف انه تمت السيطرة ايضاً على بلدة هيراتان على نهر امو داريا الذي يمثل حدود افغانستان الشمالية. وقال: "الحدود ما زالت مغلقة وننوي فتحها قريباً". وتقع هيراتان على الجانب الآخر مباشرة من النهر من جمهورية اوزبكستان. وقال صبغة الله زكي، الناطق باسم الجنرال عبدالرشيد دوستم ان قوات الجنرال الأوزبكي تتقدم نحو الحدود وتأمل بفتحها قيبا جدا. ويشار الى ان فتح همزة وصل برية مع اوزبكستان حليفة للولايات المتحدة سيسمح بتدفق مزيد من الامدادات العسكرية والانسانية عبر الحدود الى القوات المناوئة ل"طالبان" والسكان المحليين. وكان الناطق باسم دوستم أعلن في وقت سابق ان "تحالف الشمال" يسيطر "سيطرة تامة" على مزار الشريف 35 كيلومتراً جنوب الحدود الأوزبكية وكذلك على المطار بعد معارك ألحقت خسائر جسيمة في صفوف "طالبان". وأكد ان المدنيين لم يتعرضوا لأي مجزرة. قائلاً ان "الافغان لن يكرروا اخطاءهم. هذه المرة الامر يختلف تماماً عن الماضي، واليوم تدور المعارك لتحرير البلاد من العناصر الارهابية واولئك الذين يدعمونهم". خسائر "طالبان" ونقلت شبكة التلفزيون الروسي "ان تي في" التي التقطت بثها هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية "بي. بي. سي." عن الناطق باسم دوستم قوله: "ان عدداً كبيراً من عناصر طالبان قتلوا، وان نحو 250 آخرين اسروا في هجوم التحالف المعارض على مزار الشريف". وأكدت "طالبان" من جهتها انها فقدت السيطرة على مزار الشريف وعلى مدينة هيراتان. وقال عبد الحنان حماد، رئيس وكالة "بختار" الافغانية الناطقة باسم "طالبان" ان الحركة انسحبت من المدينة مساء أول من أمس، "لتجنب موت المدنيين والخسائر في صفوفنا". وأوضح حماد ايضاً: "ان مقاتلي الحركة انسحبوا كذلك من مدينة هيراتان، شمال مزار الشريف على حدود اوزبكستان". وقال عزيز الرحمن عبد الأحد من وزارة خارجية "طالبان" لمحطة "الجزيرة" الفضائية القطرية: "ما من شك في ان سقوط مزار الشريف سيكون له تأثير كبير" على مقاتلي طالبان، ولكنه أعرب عن ثقته "في طرد التحالف منها". وصرح مسؤول في سفارة الحكومة الافغانية في المنفى في طشقند أمس بان الجيوب الاخيرة لمقاومة "طالبان" شمال البلاد ستسقط في غضون يوم او اثنين. وقال الديبلوماسي محمد غفوري: ان "200 مقاتل باكستاني تحصنوا في منزلين في مزار الشريف، لكنهم سيضطرون الى الاستسلام قريباً". واضاف: "ان المناطق الوحيدة التي تسيطر عليها طالبان في الشمال تقتصر على مدينتي قندز وسامنغان وسنستولي عليهما قريباً". واضاف: "ان قوات تحالف الشمال تسير ايضاً باتجاه طالوقان وستستولي على الارجح على المدينة اليوم". ترحيب أميركي وفي واشنطن، رحب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لصحيفة "صن" البريطانية أمس بال"تقدم المهم" للتحالف المعارض. وقال تشيني في مقابلة هاتفية مع الصحيفة "اعتقد ان حملة القصف الجوي بدأت تؤتي ثمارها، وانا مطمئن الى اننا نحقق تقدماً مهماً". وأكد: "اننا ألحقنا اضراراً فادحة بالمنشآت والقدرات العسكرية لحركة طالبان. ولقد نشطنا ايضاً على الصعيد العالمي لتفكيك شبكة تنظيم القاعدة ووصلنا الى مواردها المالية بفضل تعاون وجهود الاجهزة الامنية في كثير من الدول". الرابحون الى ذلك، أوردت وكالة "رويترز" تحليلاً قالت فيه ان الرابحين، من خسارة "طالبان" لمزار الشريف كثيرون... الجيش الاميركي والمعارضة الافغانية ودوستم القائد الطموح ، وسكان الشمال الذي يعاني الجفاف والذين اقتربوا من حد الموت جوعاً. ويتعين على مقاتلي "طالبان" ومعظمهم من البشتون ان يفروا الآن بأسرع ما يمكنهم الى قواعد سلطتهم في الجنوب، عبر اراض معادية يقطنها اعداء قبليون وتحت سموات تسيطر عليها طائرات اميركية قادرة على الرؤية ليلاً ونهاراً. ويمكن لموجات اكبر من الطائرات الحربية التي تسقط قنابل ضخمة وصواريخ موجهة بالليزر ان تقترب اذا تدفقت القوات الاميركية على مزار الشريف، وقامت بتأمين مطارها وهو اهم مطارات شمال البلاد. وأضاء مقاتلو "تحالف الشمال" الفرحين ليل السماء بنيران بنادقهم، عندما سمعوا تقارير عن سقوط المدينة، وهو اكبر انتصار بري يحققونه خلال الحملة الاميركية المستمرة منذ 34 يوماً لمطاردة اسامة بن لادن. ووصف بول بيفر وهو محلل عسكري مستقل في بريطانيا، الاستيلاء على المدينة بانه انقلاب عسكري كبير بالنسبة للقوات الاميركية لأن مطاراتها توفر لها قاعدة امامية متينة للعمل. وأضاف: "ربما يتمكنون من نقل القوات الى قاعدة العمل الامامية واستخدامها للضغط من خلال المزيد من القصف التكتيكي ضد باغرام شرقاً". وقال: "لن يضعوا قاذفات هناك لكن يمكنهم ان يضعوا مروحيات واستخدامها في الغارات". ويتوقع الخبير الافغاني أحمد رشيد الا تهرع الولاياتالمتحدة، فقط وانما ايضاً وكالات المعونة التابعة للامم المتحدة الى مزار الشريف لاستخدام طرقها من اوزبكستان التي تقع على بعد 35 كيلومتراً فقط شمالها لنقل الذخيرة ولاطعام قسم من الشعب الافغاني.