في هجوم أعاد الى الأذهان الاقتتال العرقي في افغانستان في تسعينات القرن الماضي، نفذت حركة «طالبان» محاولة فاشلة لاغتيال الجنرال عبدالرشيد دوستم قائد الجيش الأفغاني والزعيم السابق للميليشيات الأوزبكية الذي خاضت قواته المتحالفة مع الطاجيك بزعامة أحمد شاه مسعود معارك طاحنة مع نظام الحركة. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» ان مسلحي «طالبان» نصبوا مكمناً لدوستم على الطريق بين ولاية بغلان شمال كابول ومدينة مزار شريف الشمالية معقله شمال البلاد. ونقلت المصادر عن شهود أن المسلحين أطلقوا النار من رشاشاتهم وقذيفة «آر بي جي» على موكب دوستم، لكنهم أخطأوا سيارته وأصابوا اخرى مرافقة، ما أسفر عن جرح اثنين من مرافقي الجنرال الذي غادر موكبه المنطقة مسرعاً. وقال ناطق باسم «طالبان» ل «الحياة» ان خمسة من مرافقي دوستم قتلوا في الهجوم. وأشار الناطق الى ان دوستم استهدف كونه «يشغل منصب قائد جيش حكومة (الرئيس حميد) كارزاي المعينة من الاحتلال الأجنبي، ولأنه منذ زمن طويل على عداء مع طالبان وشارك في ارتكاب مجازر وإبادة وحشية بحق 3 آلاف من مقاتلي الحركة الذين استسلموا في قندوز أواخر عام 2001، على رغم تقديمه ضمانات بعدم التعرض لهم». وتعتبر محاولة «طالبان» لاغتيال دوستم الأحدث في سلسلة محاولات من الحركة لتصفية خصومها، كما تأتي بعد يومين من إعلانها عن محاولة فاشلة لإسقاط مروحية كان يستقلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لدى زيارته القوات البريطانية في ولاية هلمند (جنوب) في حزيران (يونيو) الماضي، وهي المحاولة التي اعترف بها القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان ريتشارد كامب، واصفاً إياها بأنها دليل على تمكن «طالبان» من اختراق شبكة معلومات القواعد الأجنبية في البلاد. في طهران، أعرب الجنرال يحيي رحيم صفوي كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ان الولاياتالمتحدة «ستمنى في افغانستان بهزيمة اكبر من تلك التي تلقتها في فيتنام»، معرباً عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة «متورطة في المستنقع الافغاني ولا تستطيع البقاء او الانسحاب من هذا البلد». لكنه رأى ان واشنطن «ستجر وراءها اذيال الخيبة لدى خروجها من افغانستان». في الوقت ذاته، شدد الرئيس الافغاني على وجوب مراجعة الاستراتيجية الاميركية في الحرب ضد «طالبان» في ظل تكثيف الحركة هجماتها والارتفاع الكبير في الخسائر التي تسجلها قوات التحالف. وكان الرئيس الافغاني يتحدث لدى استقباله رئيس البرلمان الألماني نوربرت لاميرت. وورد في بيان صادر عن الرئاسة الافغانية ان كارزاي «اعلن ان استراتيجية الحرب ضد الارهاب يجب ان يعاد تقويمها» وان «التجربة خلال السنوات الثماني الماضية تظهر أن مكافحة حركة طالبان في القرى الافغانية كانت غير فاعلة ولم تؤدِّ الى نتيجة غير قتل مدنيين». ورأى ان «اعادة النظر في استراتيجية مكافحة المتمردين اصبحت حاجة ملحة في الوضع الراهن».