} عززت الولاياتالمتحدة حضورها العسكري قرب افغانستان ونشرت ألف جندي اضافي في اوزبكستان يتدربون على عمليات ليلية. وفيما اسفرت غارات الولاياتالمتحدة على خطوط المواجهة تقدماً طفيفاً ل"تحالف الشمال" المعارض في بعض المواقع، أعلنت "طالبان" لمناسبة مرور 18 يوماً من القصف ان اسامة بن لادن لم يصب بأي اذى، وأن الحركة سلّحت ميليشيات في القرى لمواجهة عمليات الإنزال البري الأميركية المتوقعة. وأعلنت "طالبان" ايضاً ان اي خسائر اساسية لم تلحق بمقدرتها العسكرية بعد، مؤكدة انها ستقاتل حتى آخر رجل. ومع استمرار الخسائر في صفوف المدنيين الأفغان الذين سقط منهم 84 قتيلا في الساعات ال48 الماضية، قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني انه يتوقع خسائر مماثلة بين الأميركيين داخل الولاياتالمتحدة، وأن تكون هذه الخسائر اكبر من تلك التي ستقع بين العسكريين. وفي لندن تعهد رئيس الوزراء توني بلير، الذي لا يزال يبحث في ارسال قوات برية الى افغانستان، باعتقال اسامة بن لادن. اسلام آباد، كراتشي، كويتا باكستان، كابول، كارشي اوزبكستان، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلنت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية أمس ان القصف الاميركي قتل 52 شخصاً معظمهم من البدو في قرية على بعد 40 كيلومتراً عن مدينة قندهار جنوبأفغانستان ليل أول من أمس. ولم يصدر تأكيد من مصدر مستقل للتقرير. وصباح أمس قتل 12 شخصاً في غارة استهدفت من قبيل الخطأ قرية جبلية جنوبافغانستان، وهي ثاني غارة تخطىء أهدافها خلال 24 ساعة. وأوضح مدير وكالة "بختار" الناطقة باسم "طالبان" عبد الحنان حماد، ان الاميركيين ظنوا ان القرية الواقعة قرب مدينة داح روض هي معسكر للتدريب تابع لتنظيم "القاعدة". وقال ان هذه القرية "معزولة جداً، ولا مستشفيات قربها لمعالجة الجرحى. انه وضع فظيع حقاً". وذكر لاجئون افغان أول من أمس ان 20 مدنياً بينهم تسعة أطفال، قتلوا في القصف الاميركي فيما كانوا يهربون من الضربات جنوبأفغانستان. وأفاد عبد الحنان حماد ان مقاتلات أميركية قصفت مجدداً خط الجبهة شمال كابول ليل الثلاثاء - الاربعاء الماضي، مستهدفة مواقع "طالبان" لليوم الرابع على التوالي، وشملت مواقع تقع قبالة مدينتي باغرام وشريكار. ويقدر عدد مقاتلي "طالبان" في التلال على بعد نحو 50 كلم شمال كابول بنحو 6 آلاف عنصر. وأعلن احد قادة "تحالف الشمال" ان قواته تقدمت للمرة الاولى أمس على خط المواجهة. واوضح عطا محمد ان قواته شنت هجوماً في اتجاه منطقة قشنده في وادي دار صوف في اقليم سامنغان شمال البلاد، على بعد نحو سبعين كيلومتراً جنوب مزار الشريف. وقال انه بفضل الموجات المتتالية من الغارات الاميركية، تمكن رجاله من احتلال أربع قرى. وبعد مرور 18 يوماً من القصف، كشف وزير التعليم في "طالبان" ملا امير خان متقي أمس ان الحركة تسلح ميليشيات القرى، لمواجهة الهجمات البرية المتوقع ان تشنها الولاياتالمتحدة، وان الافغان سيقاتلون حتى آخر رجل لحماية أرضهم. وأضاف ان الغارات الاميركية المستمرة ألحقت بعض الضرر ببعض الرادارات والمعدات الفنية والمطارات. وأكد سفير "طالبان" في اسلام اباد عبدالسلام ضعيف أمس ان الحركة لن تسلم اسامة بن لادن للولايات المتحدة حتى لو قتل الاميركيون الشعب الافغاني عن بكرة ابيه. وقال ان افغانستان "كانت لتهاجم اميركا، لو كان لديها القدرة على ذلك. وتوعد بقتل أميركيين انتقاماً لقتلهم المواطنين الافغان". وفي كراتشي، أعلن المفتي جمال من "جمعية علماء الاسلام" في باكستان أول من أمس ان 35 مقاتلاً كشميرياً في "حركة المجاهدين" الباكستانية التي تتهمها الولاياتالمتحدة بالارهاب، قتلوا اثناء غارة جوية أميركية على كابول حيث كانوا متواجدين تلبية للدعوة الى الجهاد. واوضح انهم قتلوا بسبب تعرض منزلهم للقصف الاثنين الماضي. وهذه أكبر خسارة بشرية لجماعة اسلامية متهمة بالارهاب. وحذر الناطق باسم الخارجية الباكستانية في اسلام اباد أمس "طالبان" من السماح للباكستانيين بالقتال في صفوفها او تدريبهم على القتال. وتزامن التحذير مع اندلاع أعمال عنف بين متظاهرين وعناصر الشرطة في كراتشي، خلال تفريق نحو خمسة آلاف متظاهر كانوا يرشقون عناصرالشرطة بالحجارة، احتجاجاً على مقتل الكشميريين. على صعيد آخر، علم أمس من مصدر مطلع ان اكثر من ألفي جندي أميركي يحتشدون الان في قاعدة خان اباد العسكرية في اوزبكستان على بعد 45 كيلومتراً من الحدود الافغانية. وينضم يومياً بين عشرة وعشرين جندياً الى زملائهم في خان اباد على متن طائرات نقل، وينفذون تدريبات على اطلاق النار بأسلحة مزودة بأنظمة الرؤية الليلية. وكانت المؤشرات الاولى تدل الى وجود نحو ألف جندي أميركي في خان آباد. وأوضح المصدر نفسه ان مروحيتين، او ثلاثًا من طراز "شينوك" الحاملة الثقيلة تغادر القاعدة ليلياً في اتجاه افغانستان وتعود بعد حوالى ثلاث ساعات. ويتعذر معرفة ما اذا كانت تلك المروحيات تنقل الجنود ام العتاد. في واشنطن، اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني أول من أمس ان الولاياتالمتحدة ستتكبد على الارجح عدداً أكبر من الضحايا البشرية على ارضها منه في صفوف قواتها المنتشرة في الخارج. وفي لندن، تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس بان تنجح المهمة التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لتقديم اسامة بن لادن للعدالة. وقال بلير في حديث مع تلفزيون "جي ام تي في" انه لم يبت بعد في شأن نشر القوات البريطانية ودفعها الى اراضي افغانستان وما هي طبيعة القوات التي قد تشارك في هذه العملية.