أخفقت الضغوط الغربية في تغيير موقف السياسيين المقدونيين المطالب بتطبيع كامل للأوضاع في المناطق التي سيطر المقاتلون الألبان عليها، وذلك قبل شروع البرلمان بمناقشة المصادقة على التعديلات الدستورية التي تضمنها اتفاق السلام، فيما تصاعدت الخلافات بين الحكومة المقدونية والوسيط الأميركي جيمس بارديو. اعتبرت وسائل الاعلام في سكوبيا الغاء منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً عقده خلال زيارته الى مقدونيا تأكيداً للمعلومات التي توافرت حول عدم ارتياحه لموقف المسؤولين الحكوميين، وخصوصاً رئيس البرلمان ستويان اندوف، الذي أصر على "وجوب الافراج عن 14 مقدونيين مدنيين لا يزال يحتجزهم الألبان، اضافة الى عودة السلطات الحكومية الى المناطق التي سيطر المقاتلون عليها، وذلك كشرط لاستئناف النواب مناقشة مضامين اتفاق السلام". وكان سولانا غادر سكوبيا أمس بعد زيارة وصفت بأنها "مهمة عاجلة لوقف تدهور الأوضاع في مقدونيا بعدما شارف اتفاق السلام مع الألبان على الانهيار"، رافقه فيها كل من المسؤول في الاتحاد الأوروبي كريستوفر باتين ووزير خارجية رومانيا الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ميرتسي جوانا. والتقى الثلاثة رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان، اضافة الى زعماء الأحزاب الرئيسة المقدونية والألبانية الذين أبرموا اتفاق السلام في 13 آب اغسطس الماضي. وجاء ذلك في وقت اشتدت الخلافات بين الحكومة المقدونية والوسيطين: الأميركي جيمس بارديو والأوروبي الفرنسي فرانسوا ليوتار. وذكرت صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا أمس ان رئيس الحكومة غيورغيفسكي قال بغضب للوسيط بارديو: "طفح الكأس معك ولا أستطيع تحمل المزيد من ضغوطك... اترك مكتبي حالاً". وأصدر رئيس الحكومة أمراً يمنع بارديو من دخول مبنى رئاسة الحكومة المقدونية.