برلين، لندن، مدريد، واشنطن، نيويورك - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - أعلنت الحكومة الألمانية انها تملك "إثباتات ومعطيات خاصة بها تؤكد تورط أسامة بن لادن في الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في الولاياتالمتحدة". وقال الناطق باسم الحكومة اوفه كارستن هايه أمس ان التحقيقات في هامبورغ حيث سكن عدد من الخاطفين الانتحاريين المشتبه فيهم "أوصلت المحققين الى نتائج تيسر في هذا الاتجاه"، وان برلين لا تستند في موقفها هذا فقط الى الإثباتات التي قدّمتها الولاياتالمتحدة. وأضاف: "واضح لدى الحكومة الألمانية ان كل الآثار توصل الى شبكة بن لادن". وذكر ان الحكومة لا ترغب في نشر تفاصيل لأن التحقيقات مستمرة. ورفض توضيح التناقض بين هذه التأكيدات وبين تصريحات سابقة للنيابة العامة في هامبورغ في شأن عدم وجود صلة مباشرة بين "خلية هامبورغ" وشبكة بن لادن. لكنه اضاف ان برلين حصلت أيضاً على "معلومات إضافية من مصادر أخرى". والتقى المستشار غيرهارد شرودر برؤساء الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد وأطلعهم على المعلومات المتوافرة. وأكد هؤلاء إثر ذلك انهم إطّلعوا على مجموعة من الدلائل التي تشير الى مسؤولية بن لادن. وفي هامبورغ، أعلن ان المحققين توصلوا على ما يبدو الى أثر جديد ل "خلية هامبورغ" قد يكشف اسم شخص إضافي كان صلة وصل مع بن لادن. وذُكر ان الشخص اندونيسي الجنسية 55 عاماً ويسكن في حي هورن في هامبورغ، وورد اسمه على لائحة لمؤسسة مالية المانية. وذُكر أيضاً ان الاستخبارات الألمانية استمعت في 11 الشهر الماضي الى مكالمات هاتفية بين اتباع بن لادن ذكروا ان 30 شخصاً شاركوا في عمليات خطف الطائرات الأميركية. واتخذ وزير المال الألماني هانس ايشل أمس مجموعة من الإجراءات لمكافحة تمويل الإرهاب. وفي مدريد، قالت صحيفة "البايس" أمس ان جزائرياً اعتقل في اسبانيا للاشتباه بانتمائه الى جماعة اسلامية متشددة، كان يعد للاشتراك في هجمات انتحارية ضد اهداف اميركية في باريس، بينها السفارة الاميركية. وأضافت الصحيفة ان محمد بلعزيز الذي اعتقلته السلطات مع خمسة آخرين قبل أيام، كان يخطط لتنفيذ هجمات في الربيع المقبل، وانه كتب فعلاً اعتذاراً الى والدته وعثر على مقتطفات منها في مذكراته. ويعتقد ان الستة ينتمون الى "الجماعة السلفية للدعوة والجهاد" التي يقول مسؤولون انها على صلة ببن لادن. وابلغ بلعزيز الشرطة الاسبانية انه كان يعد لنسف السفارة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي في العاصمة الفرنسية مع نزار طرابلسي وهو تونسي اعتقل في بلجيكا الشهر الماضي وفي حوزته متفجرات. ونقلت الصحيفة عن مصادر الشرطة ان احد الرجلين كان ينوي ارتداء سترة مليئة بالمتفجرات ثم يحاول الدخول الى السفارة بحجة التقدم للحصول على تأشيرة دخول، وانه كان يخطط للدخول بالقوة الى ابعد نقطة ممكنة ثم تفجير نفسه إذا منع من الدخول. وكشفت خطة اخرى لتفجير سيارة ملغومة خارج مبنى السفارة. وقالت ان الرجل الآخر كان من المفترض ان يقوم بتنفيذ الهجوم على المركز الثقافي. وقالت "البايس" ان بلعزيز وطرابلسي قضيا اسبوعين سويا في اسبانيا بعد تلقي الأوامر من جمال بقال، وهو جزائري فرنسي اعترف للشرطة الفرنسية بتلقي أوامر من تنظيم بن لادن اثناء وجوده في افغانستان بالاعداد لهجمات ضد مصالح اميركية في اوروبا. وسمح قاض في المحكمة العليا في اسبانيا للمحققين الاميركيين بالاطلاع على كل الوثائق التي عثر عليها عند القبض على الجزائريين الستة. الا ان السلطات الاسبانية لم توافق بعد على طلب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية باستجواب المعتقلين. واضافت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين يعكفون على معرفة ان كان للرجال الستة علاقة بالهجمات على سفارتي اميركا في تنزانياوكينيا عام 1998. وفي لندن، رفضت محكمة بريطانية أمس الجمعة الافراج بكفالة عن طيار جزائري متهم بتعليم الطيران لخاطفين شنوا الهجمات الانتحارية على الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. ويواجه الطيار لطفي الريسي 27 عاماً الترحيل الى الولاياتالمتحدة بعدما زعمت الحكومة الاميركية انه مدرب الطيران الرئيسي للخاطفين الانتحاريين الذين صدموا بطائرات ركاب مخطوفة برجي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الاميركية البنتاغون يوم 11 ايلول سبتمبر الماضي. ومثل الريسي لفترة وجيزة امام محكمة بلمارش في جنوب شرقي لندن تحت اجراءات امنية مشددة حيث أمر القاضي ببقائه رهن الاحتجاز. وقال القاضي: "ارفض الافراج بكفالة لانني اعتقد بان هناك خطراً كبيراً في انك لن تسلم نفسك". ويمثل الريسي امام المحكمة في جلسة جديدة في 26 تشرين الاول اكتوبر الجاري. ومثل شخص آخر هو سليمان بلال زين العابدين وهو طاه من غرينتش جنوب شرقي لندن امام المحكمة ذاتها لمواجهة تهمتين بانتهاك قانون مكافحة الارهاب البريطاني. ووجه الاتهام الى زين العابدين الذي اعتقل في لندن الثلثاء الماضي بتدريب أو تعليم صنع الاسلحة النارية ومتفجرات أو اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية و"دعوة آخرين لعمل الشيء ذاته". وتقول الشرطة ان زين العابدين له علاقة بموقع على شبكة الانترنت مقره لندن يعرض على الناشئة من المسلمين فرصة المعرفة بشأن المتفجرات والقتال. وقال الادعاء للمحكمة ان زين العابدين متورط في شدة مع منظمات تقدم تدريباً على الارهاب واستخدام القوة من بينها تنظيم ارسال اشخاص لتدريبات حية في الولاياتالمتحدة. واضاف الادعاء ان تفتيش منزل زين العابدين في لندن قاد الى العثور على "وثائق تشير الى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن" ونماذج اسلحة نارية. وقال ان زين العابدين يشتهر بأربعة اسماء اخرى على الاقل. ولم يقدم زين العابدين طلب افراج بكفالة. لكن محاميه اشار الى انه سيفعل ذلك في الجلسة المقبلة. وأمر القاضي بتجديد حبسه على ذمة القضية حتى 12 تشرين الاول اكتوبر. وقال مسؤولون في المحكمة ان رجلاً ثالثاً يدعى عمار مخنولف سيمثل امام المحكمة ويواجه التسليم الى الولاياتالمتحدة في قضية مؤامرة لتفجير مطار لوس انجليس. واعتُقل مخنولف الذي يعرف باسم ابو ضحى و"الدكتور" في بريطانيا في تموز يوليو الماضي وهو متهم بالتآمر مع اسامة بن لادن لتفجير المطار عام 1999. واعلنت واشنطن ان مخنولف من مؤيدي بن لادن واتهمته بالتآمر لاستخدام اسلحة دمار شامل والتآمر لارتكاب اعمال ارهابية خارج حدود بلاده. وهو متهم ايضاً بتقديم دعم مادي لتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه بن لادن. وتتهم الولاياتالمتحدة بن لادن بأنه العقل المدبر للهجمات التي تعرضت لها الشهر الماضي. وقال ناطق باسم الشرطة ان زين العابدين هو الوحيد بين الثلاثة الذي يواجه المحاكمة وفقاً للقوانين البريطانية لمكافحة الارهاب. ويواجه الرجلان الآخران المثول امام المحاكم في الولاياتالمتحدة اذا نجحت اجراءات تسليمهما. وفي واشنطن، قال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. اي. روبرت موللر مساء الخميس ان عناصره يعملون حالياً على عدد "لا سابق له" من الخيوط والقرائن تصل الى 260 الفاً، في اطار التحقيق حول اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقال موللر خلال مؤتمر صحافي: "حتى الان لدينا عدد قياسي من الخيوط والقرائن يصل الى 260 الفاً". واشار الى ان الحكومة الفيديرالية جمدت حتى الان ودائع قيمتها ستة ملايين دولار في "الولاياتالمتحدة والخارج" يشتبه في انها عائدة الى منظمات ارهابية. واضاف: "اننا نتعاون مع المؤسسات المالية والسلطات الفيديرالية والدولية لقطع طرق الوصول الى مخزون الاموال الذي تنهل منه المنظمات الارهابية لتمويل عملياتها". وتابع: "نعرف بالاستناد الى التحقيقات السابقة، ان الهجمات الارهابية كانت لتكون اسوأ لو حظيت بتمويل افضل". واضاف موللر ان خبراء "اف بي اي" يحللون نحو ثلاثة الاف دليل أُخذ من مكان تحطم الطائرات الاربع التي خطفها الارهابيون. ومن بين هذه الادلة، التعليمات المكتوبة بخط اليد باللغة العربية والموجهة الى الخاطفين التي نشرها جهاز "اف بي اي" الاسبوع الماضي. وفي بيتسبرغ، قال مسؤولون ان هيئة محلفين فيديرالية وجهت الخميس تهماً جنائية الى 16 رجلاً يتحدرون من اصول شرق اوسطية تتضمن استصدار رخص قيادة تجارية منها رخص لنقل مواد خطرة من خلال التزوير في محررات رسمية. وكان المشتبه فيهم من بين 21 رجلاً من الشرق الاوسط اعتقلوا في سبع ولايات اميركية الاسبوع الماضي في اعقاب هجمات 11 ايلول. ووجهت اتهامات الى اربعة رجال آخرين كلهم عراقيون يوم الاربعاء. ولا ترتبط القضية بالهجمات التي وقعت على مركز التجارة في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن. وافرج عن جميع المشتبه بهم تقريباً بكفالة في الولايات التي يقيمون فيها وهي واشنطن وبنسلفانيا والينوي وميشيغان وميسوري وتينيسي وتكساس. وفي نيويورك، قالت مصادر قضائية ان قاضياً رفض طلبات محامي الدفاع تأجيل اصدار الحكم ضد اربعة من اتباع اسامة بن لادن دينوا في قضية تفجير السفارتين الامريكيتين في كينياوتنزانيا في 1998. وذكر محامون ومصادر قضائية ان بعض محامي الدفاع طلب من القاضي ليونارد ساند تأجيل اصدار حكم يوم 18 تشرين الاول اكتوبر بسبب هجمات 11 ايلول الماضي التي دمرت مركز التجارة الذي يقع على بعد عشر بنايات فقط من قاعة المحكمة. وقالت المصادر ان محامي الدفاع اصابتهم صدمة بالغة بسبب الهجمات أو لم يتمكنوا من الاتصال بموكليهم لان السجن المحتجزين فيه والمجاور لقاعة المحكمة اغلق بعد الهجوم. وقالت المصادر انها تعتقد ان القاضي ساند رفض الطلب لان السلطات تريد نقل هؤلاء الرجال خارج نيويورك لدواع امنية. وكان من المقرر في الاصل صدور الحكم يوم 19 ايلول الماضي لكن تم تغيير الموعد قبل الهجمات بسبب تضارب في المواعيد. وما زالت المحكمة الاتحادية تسعى الى استعادة الاتصالات الهاتفية واتصالات الكمبيوتر التي فقدت نتيجة للهجمات على مركز التجارة العالمي.