يجري وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني محادثات في موسكو، وينتظر ان يوقع اتفاقاً للتعاون العسكري بين روسياوايران، وينتظر ان تحصل طهران بموجبه على أسلحة قيمتها 300 - 400 مليون دولار سنوياً. واكد مسؤول روسي ان للزيارة أهدافاً أوسع، منها "تعزيز الوضع الجيوسياسي للبلدين"، فيما هدد شمخاني بالتصدي للطائرات الاميركية، في حال اخترقت المجال الجوي الايراني، في اطار أي عملية ضد افغانستان. واكد الوزير قبل مغادرته طهران امس ان بلاده ستواصل دعمها لتحالف المعارضة الشمالية في افغانستان، المناوئ لحركة "طالبان"، بما في ذلك الدعم العسكرية وقال: "قوى جبهة الشمال حليفة لنا، وستبقى كذلك ولن يحصل أي تغيير في دعمنا لها"، بما في ذلك الدعم العسكري. وحاول شمخاني الايحاء بوجود فارق بين دعم ايران "تحالف الشمال"، واعلان هذا التحالف استعداده للتعاون مع اميركا، مشيراً الى ان "تحالف الشمال موجود قبل احداث 11 ايلول سبتمبر"، تاريخ الهجمات الانتحارية في واشنطن ونيويورك. وأضاف ان "هذا التحالف يعمل لايجاد حكومة تشمل كل الفصائل الافغانية، على عكس حركة طالبان التي لا تؤمن بذلك، وهذه هي احدى نقاط الخلاف بيننا وبين الحركة". وجدد معارضة بلاده اي عمل عسكري اميركي ضد افغانستان، وأخذ على الولاياتالمتحدة عدم اعطاء الدليل على تورط المشتبه فيهم في أحداث 11 ايلول. ورفض وزير الدفاع الايراني أي تعاون مع الحملة العسكرية الاميركية المرتقبة ضد افغانستان، محذراً من أي تعرض ايران التي "سترد على ذلك". كما رفض استخدام الطائرات الاميركية والغربية الاجواء الايرانية، معرباً عن اعتقاده ان هذه الطائرات "ستنطلق من بحر عمان واوزبكستان وطاجكستان وباكستان"، ومكرراً تحذيره من استخدام الاجواء الايرانية. وزاد: "نحن عسكريون ولا نمازح أحداً، واذا حصل خطأ يجب ألا يتكرر، لأن التكرار يعني وجود قرار في هذا الشأن وسنرد وندافع عن اجوائنا". وكان شمخاني أعلن بعد جلسة للبرلمان ان ايران لن تضع اي امكانات بتصرف واشنطن، سواء المطارات أو المجال الجوي، مشيراً الى ان القوات الايرانية "تراقب عن كثب التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة". ورأى ان "توسيع الوجود العسكري الاميركي في المنطقة ستعقبه تداعيات لا يمكن التكهن بها"، منتقداً الخطاب الرسمي الاميركي واستخدام كلمة "الحروب الصليبية". واضاف: "يجب عدم الاساءة الى الثقافات والحضارات العريقة في العالم، من أجل تبرير الثغرات الأمنية التي تعانيها الولاياتالمتحدة". وكان مقرراً ان يصل شمخاني الى موسكو مطلع الشهر الماضي، لكن الزيارة ارجئت لئلا تتزامن مع وجود رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في العاصمة الروسية. وسيجري شمخاني محادثات مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف ونائب رئيس الوزراء ايليا كليبانوف وهو مسؤول الصناعات الحربية، وسكرتير مجلس الأمن القومي فلاديمير روشايلو، ووزير الخارجية ايغور ايفانوف ومسؤولين آخرين، وسيزور عدداً من مصانع الانتاج الحربي في سانت بطرسبورغ وضواحي موسكو. واكد بيان رسمي ان التعاون العسكري سيكون "محور اهتمام اساسياً" وسيوقع اتفاق - اطار لتزويد طهران أسلحة روسية. وقدرت قيمة هذه الصادرات ب300 - 400 مليون دولار سنوياً، تشمل كلفة تحديث طائرات ودبابات موجودة في ايران، وبيعها أسلحة متطورة أهمها صواريخ "اس 300" المماثلة ل"باتريوت" الاميركية، والتي اكدت مصادر روسية انها يمكن ان تستخدم لحماية محطة بوشهر النووية. ويتوقع ان يعزز الايرانيون دفاعاتهم الجوية بشراء مضادات للطائرات من طراز "بوك ام 1" و"كور ام 1" وطائرات من طراز "سوخوي 27". ولم يعرف هل وافقت موسكو على طلب طهران بيعها صواريخ مضادة للسفن من طراز "يا خونت" و"اسكندر" وهو ما كانت اعترضت عليه الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الخليجية. ورأى بوريس كوزيك المدير العام لمؤسسة "البرامج الجديدة" التي تدير اكبر المصانع العسكرية في روسيا، ان التعاون مع ايران يجب "ان يرتقي الى مستوى جديد نوعياً"، ويتحول من تصدير السلاح الى انتاجه. واضاف ان الاموال التي ستحصل عليها روسيا ستساعدها في تعزيز القدرات الانتاجية لمصانعها الحربية، وادخال تحديثات عليها. وشدد على ان السلاح الروسي المصدّر الى طهران ذو طابع دفاعي، ولن يخل بتوازن القوى في المنطقة، أو يخرج عن اطار الالتزامات الدولية. وزاد ان زيارة شمخاني لن تكون مجرد خطوة لتطوير التعاون، بل ستشكل "نقلة مهمة على طريق تعزيز الوضع الجيوسياسي للبلدين" وخلق "مركز استقرار" آسيوي. ويجمع مراقبون على ان زيارة وزير الدفاع الايراني تكتسب اهمية خاصة، بسبب تقارب مواقف الجانبين من الوضع في افغانستان. ولكل من روسياوايران علاقات مع "تحالف الشمال"، وكلاهما ينظر بارتياب الى احتمال تنصيب الولاياتالمتحدة حكومة موالية لها في كابول. وتخشى روسياوايران من ان يصبح الوجود العسكري الاميركي الدائم في المنطقة عاملاً ل"كسر المعادلات" السياسية والاقتصادية في جنوب القوقاز، وفي حوض بحر قزوين اضافة الى افغانستان ذاتها.