بدأ أكبر مصنع روسي لانتاج المعدات النووية تصدير منتجاته الى ايران التي وصل اليها أمس وكيل وزارة الخارجية فيكتور كاليوجني. وأكد مصدر مطلع ل"الحياة" ان موسكو لن تدعم مساعي طهران لصنع سلاح نووي، لكنه توقع أن تحتل المرتبة الثالثة، بعد الصين والهند، بين الدول المستوردة للأسلحة "التقليدية" من روسيا. وبثت وكالة "ايتار تاس" الرسمية أمس ان مصنع "فولغودونسك" في مقاطعة روستوف الجنوبية أرسل "هيكلاً ارتكازياً" سيقام عليه المفاعل النووي لمحطة بوشهر الكهربائية الايرانية، التي كان الألمان بدأوا انشاءها لكنهم رفضوا لاحقاً انجاز العقود، فتولت روسيا استكمال البناء. وسينتج مصنع "اتوم ماش" أهم المعدات، ومنها آلات تحميل الوقود النووي. وذكر ناطق باسم المصنع ان الطلبات الايرانية ستنفذ في مواعيدها، اذ ان المصنع ظل من دون عمل تقريباً فترة طويلة. وأكد مصدر ل"الحياة" ان تلك المعدات لن تستخدم لأغراض حربية، مشيراً الى أن ايران سمحت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش كل المواقع، ومشدداً على أن موسكو "ليست لها مصلحة في أن يكون لدى جيرانها سلاح نووي". لكن المصدر أقر بأن روسيا تعمل لتوسيع صادراتها من الأسلحة التقليدية الى ايران، وتوقع ان تشمل شبكات متطورة للدفاع الجوي من طراز "س 300"، ومنشآت دفاعية أخرى مرجحاً أن تقام حول المواقع النووية المدنية لحمايتها من غارات محتملة. معروف أن اسرائيل والولايات المتحدة كانتا طلبتا من موسكو وقف كل أنواع التعاون العسكري مع طهران، ووقعت روسيا عام 1995 اتفاقاً مع واشنطن يقضي بوقف مثل هذا التعاون بدءاً من مطلع عام 2000. وكتبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" ان هذا الاتفاق ألحق بروسيا اضراراً مادية تقدر بأربعة بلايين دولار، وعطّل جزئياً تنفيذ عقود لتصدير ألف دبابة و1500 ناقلة جنود وألف صاروخ أرض - جو من طراز "ايغلا". وحصل الايرانيون على 422 دبابة و413 ناقلة جنود وطائرات ومدافع، ويتوقعون تسلم الكميات الأخرى تباعاً. وكانت زيارة وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف طهران أواخر العام الماضي نقلة نوعية مهمة، إذ اعلنت موسكو تخليها عن الاتفاق المبرم مع واشنطن، وقررت استئناف التعاون العسكري مع طهران، وهي تأمل بالحصول على حصة كبيرة من برامج التسلح التي وضعتها ايران لتنفذ خلال 25 سنة. واتفق سيرغييف مع نظيره الايراني علي شمخاني على اجراء مشاورات منتظمة محورها قضايا الأمن والنظريات العسكرية و"الأخطار والتحديات المشتركة". وعلى رغم أهمية العامل الاقتصادي فإن روسيا تعتبر التعاون العسكري مع ايران وسيلة مهمة لتحقيق اغراض سياسية واستراتيجية، فالبلدان يتخذان مواقف متماثلة من قضايا افغانستان والصراعات الاقليمية في القوقاز، واقتسام ثروات بحر قزوين.