} تحدت إيرانوروسيا أمس الولاياتالمتحدة بإعلانهما استئناف تعاونهما العسكري، بعد قرار موسكو التخلي عن اتفاق مع واشنطن موقع في 1995 يمنعها من بيع إيران أسلحة تقليدية بعد كانون الأول ديسمبر 1999. وقال وزير الدفاع الروسي الزائر ايغور سيرغييف في مؤتمر صحافي في طهران إن "صفحة جديدة في علاقاتنا فتحت. وستشهد استئناف التعاون العسكري بين موسكووطهران، خصوصاً تأهيل ضباط إيرانيين في المعاهد العسكرية الروسية". أعلن وزير الدفاع الروسي الجنرال ايغور سيرغييف فتح معاهد بلاده العسكرية أمام العسكريين والضباط الإيرانيين لتعزيز الخبرات في المجالات العسكرية والتصنيعية المختلفة. ووصف وزير الدفاع الإيراني الأميرال علي شمخاني هذه المرحلة بأنها "تاريخية في علاقات البلدين". أما أبرز خصائص ومعالم هذه المرحلة فلخصها سيرغييف ب"التعاون العسكري والأمني وتبادل المعلومات والوفود العسكرية، واستمرار المشاورات والاتصالات حول القضايا الأمنية". وصبغت هذه المعطيات محادثات الجانبين بطابع التحدي الواضح للإدارة الأميركية، إذ أعلن شمخاني وسيرغييف في مؤتمر صحافي مشترك عن "دفن اتفاقية تشيرنومردين - آل غور" التي وقعت بين روسياوالولاياتالمتحدة عام 1995 وتنص على منع بيع السلاح الروسي إلى إيران. وأوضح سيرغييف أن تلك الاتفاقية "أوقعت أضراراً كبيرة بالجانبين الإيراني والروسي"، بينما رأى شمخاني أن القرار الروسي إلغاء الاتفاقية وبدء مرحلة جديدة من التعاون مع إيران، تأكيد على "أن الدول المستقلة في سياستها تختار شركاءها من دون الالتفات إلى مطالب ورغبات أي طرف ثالث". وكشف شمخاني على رغبة إيرانية مماثلة للرغبة الروسية في إقامة علاقات استراتيجية، وذلك استجابة لما أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين على هامش لقائه الرئيس محمد خاتمي في نيويورك أثناء قمة الألفية قبل أشهر. وستكون لزيارة خاتمي المرتقبة لموسكو أهمية كبيرة في وضع أسس العلاقات الإيرانية - الروسية، وسيزور بوتين طهران في موعد لم يحدد. وأجمع الطرفان على رفض تدخل القوى الخارجية في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز وبحر قزوين وأفغانستان "لأن من شأن هذا التدخل اذكاء الخلافات والنزاعات".وتخشى كل من طهرانوموسكو من توسيع حلف شمال الأطلسي إلى حدودهما وتزايد النفوذ الأميركي في اذربيجان. وركزت المحادثات على التعاون العسكري والأمني من دون التطرق إلى صفقات محددة، مع الإشارة إلى أن الجانب الإيراني أطلع سيرغييف على نتائج ما توصلت إليه الصناعات العسكرية الإيرانية، خصوصاً في مجال الصواريخ. وأعلن شمخاني إصرار إيران على تطوير قدراتها الصاروخية، خصوصاً في مجال الفضاء واطلاق الأقمار الاصطناعية. وهاجم إسرائيل بحضور سيرغييف، وأكد أن وجودها نفسه على أرض فلسطين يشكل خطراً كبيراً يهدد كل الدول الإسلامية ومنها إيران، مذكراً "ان مشروع إقامة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل ما زال قائماً". واستغرقت زيارة سيرغييف، التي انتهت أمس، ثلاثة أيام، وهي الأولى لمسؤول عسكري روسي رفيع منذ 25 عاماً، أي ما قبل انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. وترى فيها طهران نجاحاً لسياسة الانفتاح التي تنتهجها، وأنها تشكل حلقة جديدة في الديبلوماسية العسكرية الإيرانية التي كان لها محطات عدة منذ تسلم خاتمي السلطة.