دافع وزير الخارجية الايطالي ريناتو روجيرو في القاهرة عن مقاصد رئيس حكومته سيلفيو بيرلوسكوني، عندما تحدث عن "تفوق" الحضارة الغربية على الاسلامية، مؤكداً ان بيرلوسكوني "صديق للعرب". وكرر ذلك مرتين امس عقب لقائه الرئيس حسني مبار كواجتماعه مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. واستقبل الرئيس المصري الوزير الايطالي امس في حضور وزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي وصف العلاقات المصرية - الايطالية بأنها وثيقة. وقال ان المحادثات "اكدت الاتفاق في الرأي بين الجانبين في شأن وسائل تناول مشكلات السلام في الشرق الأوسط والاستقرار في العالم على أسس من العدالة والشرعية". وتابع روجيرو: "هدفنا الرئيسي هو مكافحة الارهاب ونتفق تماماً في هذا الموضوع، بوصفه قضية حيوية لكل دول العالم". وزاد ان "احدى النتائج التي يمكن اعتبارها بناءة اذا صح القول للأزمة الحالية هي ان هناك دوراً قوياً الآن للامم المتحدة". واشار الى ان من الضروري "ايجاد استراتيجية دولية شامل للتصدي للارهاب، جنباً الى جنب مع بعض الاجراءات الاخرى لاستئصال جذور الارهاب". ورأى ان "أحد الأمور المهمة ايضاً هو تحقيق تسوية سلمية في الشرق الأوسط". وعن قضية تسليم ارهابيين تؤويهم دول أوروبية قال روجيرو، ان هذا الأمر "جزء من تعاون قضائي يدرس بالتعاون مع الولاياتالمتحدة"، معرباً عن اعتقاده أن ذلك يتطلب "مناقشة أوسع في دوائر الاممالمتحدة". ورداً على سؤال عن مدى تأثر العلاقات العربية - الايطالية بتصريحات بيرلوسكوني، قال روجيرو ان "رئيس الوزراء أوضح مرات انه لم يكن يقصد المجتمع الاسلامي، بل ما يشهده العالم من حركات مضادة للعولمة، وهذا أمر مختلف". وتابع ان بيرلوسكوني "كان دوماً صديقاً للدول العربية والاسلامية، وهو يتجنب الحديث عن أي شيء يمكن ان يثير حرباً دينية أو صدامات بين الحضارات منذ بداية الأزمة". وأكد ان الزعماء العرب ومبارك يتفهمون ذلك جيداً. وعلق ماهر على التوتر الحالي في منطقة الشرق الأوسط وقال ان "سياسة الاغتيالات التي تتبعها اسرائيل ندينها، وهي لا تؤدي إلا الى مزيد من العنف". وشدد على ان ارسال اسرائيل قوات الى المناطق الفلسطينية يخالف كل الاتفاقات. وفي شأن اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وقف المفاوضات بعد اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي قال ماهر ان "المبدأ الذي ينطلق منه شارون هو رفض التفاو ض، لذلك عندما يضطر للدخول في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني ينتهز الفرصة كي يخرج من هذه المفاوضات ويخرق الاتفاقات، وهي سياسة بالغة الخطورة". واستقبل الأمين العام للجامعة عمرو موسى الوزير الايطالي الذي اشاد بموقف الجامعة الداعم لمكافحة الارهاب الدولي. ووصف التحرك العسكري الاميركي بأنه جزء من استراتيجية شاملة تتضمن جوانب سياسية واقتصادية ومالية وقانونية، مؤكداً اهمية تحسن الوضع في الشرق الأوسط، وعودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي التي تنتهي بانشاء الدولة الفلسطينية مع ضمان الأمن لاسرائيل والدول العربية. وكرر الوزير الايطالي ان بيرلوسكوني "صديق حميم للدول العربية والزعماء العرب والمسلمين، وما تردد عن تصريحه كان نتيجة خطأ في التفسير". وكان موسى صرح قبل اجتماعه مع روجيرو بأنه لا حل حقيقياً ودائماً للوضع المتفجر في الشرق الأوسط من دون تحرك سريع لاقامة الدولة الفلسطينية.