} أنهى المتسابقون في "رالي باريس - داكار" امس المرحلة الصحراوية من السباق بوصولهم الى مدينة السمارة في صورة طبيعية، فيما اتهمت جبهة "بوليساريو" التي هددت بحمل السلاح في حال اجتياز الرالي المنطقة الصحراوية، المغرب بانتهاك وقف النار الساري منذ 1991 في الصحراء الغربية التي يتنازع الجانبان السيادة عليها. وتردد في الجزائر ان "بوليساريو" قد تنفذ تهديداتها لاحقاً مع وصول المتسابقين الى مناطق متقدمة في الصحراء، في حين وصف ديبلوماسي جزائري تهديدات "بوليساريو" بأنها "رسالة قوية موجهة اساساً الى فرنسا ومن يقف وراء الحل الثالث" في الصحراء. قال مسؤولون عن "رالي باريس - دكار" ان السباق اجتاز امس مرحلة كولمين - السمارة التي تشمل مناطق شمال غربي المحافظات الصحراوية بصورة طبيعية. واوضحوا ان انتشار القوات المغربية هناك بكثافة ملحوظة ساعد في اشاعة اجواء الاطمئنان. واقيم ظهر امس في السمارة، العاصمة الروحية للصحراء، استقبال حاشد للمتسابقين داخل خيام حيث أدت فرق فولكلورية بعض الرقصات. وتسلم الفائزون بهذه المرحلة من السباق جوائزهم وسط زغاريد نساء صحراويات. وكان المتنافسون يتبادلون العناق والتحية والفرحة بعد اجتياز "اخطر" مرحلة في السباق. وزار وزير الشباب والرياضة المغربي السيد احمد الموساوي المشاركين في السباق واكد لهم ان بلاده "لن تدخر اي جهد لتوفير سبل النجاح". ونفى مسؤولون عن الرالي ان يكونوا اجروا اي اتصال مع جبهة "بوليساريو" او الجزائر، مؤكدين ان السلطات المغربية قدمت لهم ضمانات كافية لأمنهم وسلامتهم. وكشفت مصادر دولية ان مسؤولاً رفيعاً في بعثة "المينورسو" كان على اتصال دائم مع منظمي السباق لوضعهم في صورة التطورات السياسية، في حين تمسكت عواصم أوروبية يشارك رعاياها في السباق باحترام كل مراحله، ولم تتدخل في أي لحظة لحضهم على العدول أو تغيير مسار السباق. ومن المقرر ان تبدأ اليوم مرحلة جديدة في التظاهرة الرياضية التي هيمنت التجاذبات السياسية عليها، تشمل منطقة صعبة شمال موريتانيا، كونها توجد خارج الجدار الامني على الحدود المباشرة بين موريتانياوالجزائر في منطقة ترغة التي تحوم حولها الشكوك. وكان مراقبون عسكريون في "المينورسو" انتشروا في اليومين الاخيرين في محاذاة الجدار الامني لمراقبة وقف النار، ورفض مسؤولون مغاربة التعليق على بيان "بوليساريو" الذي تحدث عن عبور قوات مغربية المنطقة العازلة خارج الجدار، وقالوا ان الموضوع من اختصاص الاممالمتحدة التي وجه اليها البيان، لكنهم اوضحوا ان المنطقة العازلة لا تشكل الحدود الطبيعية للاقليم، وان الجدار الامني الذي يحيط بالمدن الآهلة اقيم في نطاق استراتيجية عسكرية للتصدي لهجمات "بوليساريو" ابان فترة الحرب. وفي الجزائر، وزعت "وكالة الانباء الجزائرية" نص رسالة قالت ان "وزير الدفاع الصحراوي" محمد لمين جوهالي بعث بها الى قائد وحدة "المينورسو" اتهم فيها المغرب بانتهاك وقف النار الساري منذ ايلول سبتمبر 1991. وجاء في الرسالة: "ان وحدة تدخل سريع تابعة للقوات المسلحة المغربية خرجت يوم السبت 6 كانون الثاني يناير 2001 عن حائط الدفاع على مسافة خمسة كيلومترات في اتجاه مين ترغت". واضاف بوهالي في الرسالة "ان هذا خرق فاضح لوقف اطلاق النار الذي نحيطكم علماً به والذي يستدعي رداً حاسماً". وأكد مصدر صحراوي ان قوات "بوليساريو" قد تعاود عملياتها العسكرية بعد انسحاب المتسابقين الى منطقة متقدمة في الأراضي التي لا تزال تحت السيطرة المغربية. واكدت مصادر جزائرية وصحراوية ان وزير الخارجية الصحراوي السيد محمد ولد السالك، قام مساء أمس بزيارة الجزائر العاصمة. وتردد انه تم برمجة عدد من اللقاءات معه ومع بعض الشخصيات الأخرى. وأوفدت قيادة "بوليساريو" عدد من سفرائها الى بعض الدول الافريقية في مهمات لم يعرف مضمونها. واعتبر ديبلوماسي جزائري تهديد "بوليساريو" ضرب الجدار الأمني المغربي "إشارة قوية موجهة أساساً الى السلطات الفرنسية ومن يقف وراء الحل الثالث". ولاحظ المصدر في اتصال مع "الحياة" ان الجزائر "تتابع الوضع في المنطقة بقلق شديد" منذ اعلان الرئيس جاك شيراك، قبل سنة، ما وصفه ب"إعلان الحماية الفرنسية للمغرب" مشدداً على "ان الجزائر ترفض وجود وصاية اجنبية على الحدود التي لا تزال محل خلاف ... كما نرفض كل ما من شأنه المساس بمصالحنا الديبلوماسية". مثل "دعم دولة اجنبية مادياً وسياسياً وعسكرياً، لإقامة جدران دفاعية مقابلة لحدودنا". الى ذلك، اقلعت صباح امس طائرة جزائرية تقل عدداً كبيراً من ممثلي الصحف الوطنية والدولية بدعوة من جبهة "بوليساريو" الى منطقة تندوف. وتولي الصحف الجزائرية اهتماماً شديداً لتطورات الوضع في الصحراء الغربية وتجمع الصحف على اختلاف توجهاتها ان "الحكومة المغربية تعمدت استفزاز مشاعر الشعب الصحراوي" من خلال هذه المنافسة الرياضية.