أمل رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود "أن تتمكن الادارة الأميركية الجديدة من تركيز جهودها في أسرع وقت ممكن للعمل على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط الذي يعد مطلباً لبنانياً وعربياً ودولياً، لأنه يعيد الاستقرار والأمان الى منطقة أساسية في العالم". وتمنى، خلال لقائه وفد المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأميركية الذي يزور لبنان، "ان تنظر ادارة الرئيس جورج بوش نظرة موضوعية الى الوضع في الشرق الأوسط، وتأخذ في الاعتبار مصالح الدول العربية وحقوقها المشروعة التي تكفلها لها القوانين والمواثيق والقرارات الدولية وليس فقط المصالح الإسرائيلية التي تقفز فوق الحقوق والقوانين". وجدد رفض لبنان "توطين الفلسطينيين في أرضه، أياً تكن الاعتبارات والضغوط، رافضاً أي حل يأتي على حساب لبنان". واذ عرض الموقف اللبناني من التطورات الأخيرة في المنطقة والجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لانعاش الوضع الاقتصادي، نوّه بجهود المجلس العربي - الأميركي الذي "يؤدي دوراً ايجابياً في نصرة القضايا اللبنانية - العربية في الولاياتالمتحدة". وشدد على "الدور المهم الذي يقوم به الأميركيون من أصل لبناني في كل الميادين". ولفت الى تعيين الرئيس الأميركي جورج بوش للسناتور سبنسر ابراهام وزيراً للطاقة في ادارته. وقال: "إن مثل هؤلاء الأميركيين المتحدرين من أصل لبناني هم مفخرة للبنان ورسله والمدافعون عن حقوقه ومصالحه". وكان بري أكد في تصريح أمس، ان اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي انعقد في القاهرة "لا يهدف إلا الى تصفية ما سيقرر خارجه". وحذر المؤتمرين من "ان اي اتفاق سيتم التوصل اليه في مفاوضات واشنطن الآن لن ينفذ، والدليل ما يسمى بالديموقراطية الإسرائيلية المزعومة. فآرييل شارون قال بوضوح انه لن ينفذ أي اتفاق اذا نجح في الانتخابات، وايهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل الذي أتى باسم السلام ناقضه، وقبله بنيامين نتانياهو نقض ما قبله، وما وافق عليه بنفسه في أول عهده، فيما أتى شمعون بيريز على هودج السلام ليصل الى مجزرة قانا". وأكد بري "ان ما يحصل ليس سوى فيلم أميركي طويل". واطلع بري من السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد على "امكان تقديم مساعدات أميركية جديدة الى الجنوب والبقاع الغربي بقيمة عشرة ملايين دولار"، على ما قال الديبلوماسي الأميركي. فأجابه رئيس المجلس "انه لا يريد مناقشة الموضوع، اذ من المعيب جداً ان يكون حجم المساعدات الأميركية للبنان ضئيلاً جداً، خصوصاً ان حجمها الاجمالي له 70 مليون دولار، ولا يصل الى درجة فائدة المساعدات الأميركية السنوية لإسرائيل". وأكد ساترفيلد من جهته "التزام الولاياتالمتحدة ايجاد الحل الشامل لكل الأمور المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين". وقال: "ان اللقاء ركز على مصلحة لبنان في هذا الاطار" وسئل: هل هناك ضمانات لعدم حصول التوطين؟ أجاب: "عبرت عن مبادئنا التي نعتقد اننا نتشارك فيها مع كل الأطراف، لأن الحل الشامل للقضية الفلسطينية - الإسرائيلية يجب ان يتضمن حلاً شاملاً وكاملاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين بكل ابعادها، بما في ذلك اهتمامنا الشديد بمصلحة لبنان خصوصاً في أي حل لهذه القضية". وعن المعلومات التي تتحدث عن ان ما يحصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين سينعكس سلباً على لبنان، قال: "لا أريد التكهن بالتفاصيل الدقيقة في هذا الموضوع أو الحل، ولكن أريد ان أشير فقط الى المبادئ الأساسية لاتفاق الحل الشامل". ورأى ان "الأعمال الاستفزازية التي تنطلق من الأراضي اللبنانية في اتجاه إسرائيل يجب ان تتوقف، وهي لا تفيد أي طرف". وفي الاطار نفسه، شدد نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، خلال لقاءات أجراها خارج لبنان على الثوابت اللبنانية من المواضيع المطروحة وفي طليعتها توطين الفلسطينيين الذي يرفضه اللبنانيون بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم، كونه من الأمور الميثاقية بينهم، عدا عن استحالة تحمل لبنان كثافة اضافية لسكانه". ودعا النائب فارس بويز الى عدم الاكتفاء بخطوة استدعاء السفراء لابلاغهم موقف لبنان من موضوع التوطين. وطالب رئيسي الجمهورية والحكومة "بالتحرك الفوري، عبر زيارات للدول العربية والغربية، لقطع الطريق على مفاوضات واشنطن وما سينتج منها، من خلال موقف عربي متضامن واحتفاظ لبنان بحق استعمال كل الطرق التي تسمح لأي فلسطيني يرغب في العودة، في ان يمارس هذا الحق". وقال في مؤتمر صحافي: "ان حق العودة من الحقوق الطبيعية للشعوب، ولا يستطيع احد التنازل عنه باسم غيره. فكيف اذا كان المتنازل ياسر عرفات الذي لا يستطيع الادعاء انه يمثل أكثر من ربع الشعب الفلسطيني الموجود في الضفة والقطاع، ولا يمثل ثلاثة أرباع هذا الشعب الموجود بين لبنان والأردن وسورية ومصر والخليج العربي وعالم الانتشار".