القاهرة - أ ف ب - أكدت مصادر فلسطينية امس ان الرئيس ياسر عرفات سيجري بعد غد الاحد في القاهرة محادثات مع وفد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي يتزعمها جورج حبش، وذلك علي هامش اجتماع تعقده اللجنة المركزية لحركة "فتح". ويرأس وفد الجبهة الفلسطينية المعارضة امينها العام المساعد ابو على مصطفى، ويضم اعضاء المكتب السياسي تيسير قبعة وعبدالرحيم ملوح وماهر الطاهر وجميل مجدلاوي. وكان الطاهر اعلن مطلع الاسبوع من دمشق ان "الشعبية" على رغم معارضتها اتفاقات اوسلو "قررت اجراء حوار مع حركة فتح خلال الايام القليلة المقبلة بهدف تمهيد الطريق لاجراء حوار وطني فلسطيني شامل يضم كافة القوى السياسية في الساحة الفلسطينية من اجل استعادة وحدة منظمة التحرير والتمسك بالثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني وفي مقدمها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". واعلن حبش قبل ايام انه اعطى موافقته على لقاء عرفات، لكنه اوضح انه لن يلتقيه شخصياً "طالما لم يعترف بأنه ارتكب خطأ كبيرا ويتراجع عن تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني". ومن المقرر ان تبدأ اجتماعات اللجنة المركزية ل"فتح" التي تضم 15 عضواً مساء غد المقبل في القاهرة برئاسة عرفات. وتنعقد هذه الاجتماعات في العاصمة المصرية لكي يتمكن اربعة من اعضاء اللجنة يقيمون خارج اراضي السلطة الفلسطينية من حضورها، وبينهم خصوصاً رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير السيد فاروق قدومي. حبش وعرفات وفي بيروت قال حبش في مقابلة مع "رويترز" في احد فنادق بيروت: "اللقاء شخصياً مع عرفات ممكن في حالة واحدة فقط هي عندما يقول ابو عمار ان موضوع إلغاء الميثاق كان خطأ كبيراً وان يعترف للجماهير بهذا الخطأ والعودة الى الميثاق". وأضاف: "إذا فعل ذلك سأكون سعيداً جداً باللقاء مع ابو عمار. ولكن من دون ذلك فإن عرفات سيقول إنه جر حبش الى سياسته لذلك عليه ان لا يحلم باللقاء بحبش من دون ما ذكرنا". وعن الشروط التي سيتقدم بها وفد الجبهة الى عرفات قال حبش: "نريد حواراً جاداً على أساس إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس وطني ديموقراطي من خلال مجلس وطني جديد. لكن عرفات يريد تغطية لسياسته بحيث يقول ان كل المنظمات الاساسية توافق على سياسته". واضاف: "نحن نعرف ان الشيء القائم هو على اساس التسوية أوسلو واميركا تريد عبر هذه التسوية ان تعطي دولة للفلسطينيين ولكن من دون القدس ومن دون اربعة ملايين فلسطيني طردوا من فلسطين0 هذه جريمة ضد القضية الفلسطينية وضد العرب وعرفات يريد تغطية لهذه الجريمة ولا يمكن لحبش ان يعطيه هذه التغطية". وسئل هل يعني اللقاء وعرفات قبول الجبهة الشعبية الأمر الواقع الذي فرضته اتفاقات أوسلو، فأجاب: "أريد ان أؤكد انه لا يمكن بأي شكل من الاشكال إلا أن نقول إن اوسلو دمر القضية ونحن لا يمكن ان نتراجع عن تقويمنا هذا لأوسلو ونتائجه". وكان حبش وصل الاثنين الماضي الى بيروت في اول زيارة له للعاصمة اللبنانية منذ ان اخرجته منها القوات الاسرائيلية خلال غزوها للبنان في 1982 عندما خرج بحراً إلى جانب عرفات وقادة فلسطينيين آخرين. وجاءت زيارته للبنان بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية لتكريم الصحافي المصري محمد حسنين هيكل. وأجرى حبش خلال الزيارة لقاءات مع رئيس الحكومة سليم الحص ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال حبش عن لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إنه أكد لهم موقف "الجبهة الشعبية" بأن أحداً من الفلسطينيين لن يقبل بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. واضاف: "كان هدفي من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين ان أؤكد للجماهير اللبنانية اننا لا نريد العودة الى لبنان وانه يستحيل ان نقبل بالتوطين. فالتوطين مخطط اميركي - إسرائيلي".