اتفق رئيسا الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري على "رفض أي حل للصراع العربي - الإسرائيلي على حساب حقوق شعب لبنان الوطنية، خصوصاً أن ذلك لا يخدم قضية التسوية العادلة والشاملة بل يؤدي الى مشكلة جديدة تفوق، في ابعادها ومخاطرها، الوضع القائم اليوم". وذكر بيان صادر عن قصر بعبدا ان لحود تبلغ من بري ارتياح المجلس النيابي الى الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية في شأن موضوع توطين الفلسطينيين وضرورة ضمان حق عودتهم في مواجهة الطروحات الإسرائيلية الأخيرة والصفقة التي تمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين كثمن لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وتناول البحث بينهما الوضع في الجنوب وقوما الأجواء السياسية في البلاد، ولا سيما المتعلق منها بمسألة المفقودين. ونقل السفير الايراني في لبنان محمد علي سبحاني الى لحود موقف القيادة الإيرانية من التطورات في جنوبلبنان والمنطقة. وقال: "مع أخذ الانتفاضة الفلسطينية في الاعتبار ومع بداية مرحلة جديدة من التحركات السياسية، نعتقد ان المنطقة دخلت في مرحلة دقيقة وحساسة. وهناك قلق حقيقي من الا تصب هذه التحركات السياسية التي بدأت الآن في ما يخدم مصالح شعوب هذه المنطقة خصوصاً اذا اخذنا في الاعتبار ان التوقعات التي يريدها الشعب الفلسطيني، وقد خاض هذه الانتفاضة المباركة، قد يتم اللعب عليها من خلال صفقة معينة". وأضاف: "هناك أيضاً ما يدل في الأفق أن ثمة صفقة معينة في شأن اللاجئين الفلسطينيين، والموضوع لا يعني الفلسطينيين وحدهم، بل الكثير من الدول المجاورة، مثل لبنان تحديداً". وأكد ان الموقف كان "متطابقاً بين الجانبين في شأن مسألة التهديدات الإسرائيلية الأخيرة وكل القضايا". وقال: "إن مسألة اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن التفريط بها بأي شكل من الأشكال، والحل الوحيد في هذا المجال تأمين عودة الشتات الى الداخل ونحن نرفض نظرية التوطين في شدة". ورجح ان تتم زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي للبنان بعد اتمام الانتخابات الرئاسية الايرانية "التي أصبحت قريبة"، مشيراً الى ان لحود طرح هذا الموضوع "واجبته بهذا الأمر". وتناول لحود قضية المفقودين مع الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي سمعان عطاالله الذي أثار مسألة اختفاء الراهبين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل عام 1990. وأكد لحود "اهتمامه المطلق بمسألة المفقودين وهو الأمر الذي جعله يقترح على المجلس الأعلى للدفاع ثم على مجلس الوزراء تشكيل هيئة تضم مسؤولين قضائيين وأمنيين لمتابعة المعلومات والمعطيات المتوافرة لدى ذوي المفقودين للوصول الى تصور يطوي ملف هذه المسألة الشائكة التي يجب التعاطي معها من منطلق انساني صرف، وليس بهدف فتح ملف الحرب وتداعياتها السلبية". وأبلغ لحود عطاالله انه سيواصل العمل لتحقيق هذه الغاية "انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية تجاه جميع اللبنانيين". وبحث لحود في موضوع المفقودين مع النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم. وخلال لقائه الحريري لاحقاً، طلب السفير الإيراني منه ان يشمل ملف المفقودين الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين فقدوا عام 1982 في لبنان. ورأى السفير الفرنسي فيليب لوكورتييه، بعد لقائه الحريري "ان العام 2000 شكّل عام التغيير الكبير بالنسبة الى لبنان وعام الشراكة القوية بينه وبين الاتحاد الأوروبي، ان على المستوى السياسي أو المستوى الاقتصادي". وأكد عزم الاتحاد الأوروبي "الاستمرار في هذا التوجه وتطوير العلاقة مع لبنان للتوصل الى توقيع اتفاق الشراكة"، مشيراً الى أن الحريري "يرغب في التوصل الى هذا الهدف". وقال نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس "ان اللبنانيين قد يختلفون على بعض المواضيع الا ان رفض التوطين هو من الأمور التي يجمعون عليها، لأنها من صلب مقدمة الدستور، فضلاً عن ان الفلسطينيين متمسكون بحق العودة وفقاً للقرار الدولي الرقم 194، ولبنان يؤيدهم في ذلك، وفضلاً كذلك عن مساحته ونسبة كثافة سكانه المقيمين على أرضه التي بلغت نسبة عالية تتجاوز ال500 في الكيلومتر المربع". وشدد على أن "الوحدة الوطنية تبقى الركيزة لاستنهاضنا في كل المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والادارية".