} جدد لبنان أمس الدعوة الى ضرورة اعادة النظر في عملية السلام في الشرق الأوسط والعودة الى الأسس التي تم التوافق عليها في مؤتمر مدريد، في وقت أكد مدير مكتب لبنان والأردن وسورية في وزارة الخارجية الاميركية السفير ريتشارد أردمان دعم بلاده للبنان وللسلام العادل والشامل في المنطقة. وكان اردمان مثّل منذ العام 1998 وحتى العام 2000 الجانب الاميركي في لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل وترأس سلسلة اجتماعات لها في حينه، وتسلم مهامه الجديدة قبل أسابيع. جال مدير مكتب لبنان والاردن وسورية في الخارجية الأميركية ريتشارد أردمان أمس على رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري بهدف "تكوين بعض الانطباعات الجديدة عن الوضع"، واصفاً مناقشاته ب"الجدية في شأن الأمور ذات الاهتمام المشترك بين البلدين". ورافق أردمان في لقاءاته السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد. وسمع من لحود شرحاً "لموقف لبنان الثابت من الصيغ المطروحة والأفكار المتداولة في التعاطي مع حل ازمة الشرق الأوسط". وأوضح لحود "الأسباب التي تجعل لبنان ينادي بحق العودة للفلسطينيين الى أرضهم ويرفض رفضاً قاطعاً توطين أي منهم على أرضه". وقال أردمان بعد لقائه الحريري: "ان الاجتماع كان جيداً جداً. ومن المهم بعد تسلمي منصبي وتولي ادارة جديدة الحكم في الولاياتالمتحدة ان آتي لتكوين بعض الانطباعات الجديدة عن الوضع وقد كانت لنا مناقشات جدية في الأمور ذات الاهتمام المشترك بين البلدين". سئل: هل سلمت الرئيس الحريري أي رسالة؟ أجاب: "رسالتنا اننا ندعم لبنان والسلام العادل والشامل في المنطقة، ونحن مستعدون للاستمرار في التزامنا المساعي لتحقيق ذلك، وفي موقفنا المتوازن في ما يتعلق باهتماماتنا المتنوعة في المنطقة. نحن نطلب من لبنان التعاون، ومن كل الأفرقاء ضبط النفس في هذا الوضع الراهن ونتطلع الى الأفضل". وسئل: هل من جديد على صعيد قضية اللاجئين الفلسطينيين؟ أجاب: "اكتفينا بمناقشة عملية السلام ولا أريد الدخول في تفاصيل أخرى". وأوضح أردمان "ان اللقاء مع الرئيس بري كان مفيداً وتم خلاله تبادل وجهات النظر في توجهات الادارة الاميركية الجديدة". وقال: "جددنا تأكيد رغبتنا في احلال سلام شامل في المنطقة والأهمية التي نوليها للبنان". وإذ رفض الاجابة عن سؤال عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تدخل ساترفيلد الذي كان الى جانبه موضحاً "ان الادارة الاميركية اعلنت موقفها سابقاً من هذا الموضوع ولم يتبدل شيء". وكان لحود بحث مع وزير الخارجية محمود حمود في مضمون التقرير الذي أعده الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن الوضع في الجنوب والذي يوصي فيه مجلس الأمن الدولي التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان حتى 31 تموز يوليو المقبل، في ضوء الأحوال السائدة في المنطقة. وحدّدا موقف لبنان من مضمون التقرير والملاحظات التي وردت فيه، تمهيداً لتزويد مندوب لبنان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري إياه. وتناول البحث موقف لبنان من معاهدة اوتاوا لنزع الألغام. وكان الحريري بحث أوضاع الجنوب وتطورات المنطقة مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الجنوب ستافان دي ميستورا الذي وصف الزيارة ب"العادية". وقال انه استمع الى ملخص عن مجريات الأمور في لبنان وخصوصاً الوضع في الجنوب، مع اقتراب موعد البحث في تمديد عمل قوات الطوارئ الدولية. ووصف الاجتماع ب"المثمر". وفي حديث إلى "هيئة الإذاعة البريطانية"، قال الحريري "ان الرئيس جورج بوش وطروحاته والمجموعة التي تعمل معه وتصريحات وزير الخارجية كولن باول تظهر أن الولاياتالمتحدة ترغب في اتباع سياسة متوازنة في المنطقة".