توفي يوم الأربعاء 17 كانون الثاني يناير الجاري الشاعر الأميركي غريغوري كورسو. لم يعش كورسو حياة عادية. وُلد لأم ايطالية مهاجرة ولأبٍ يوناني الأصول. اختفت الأم عائدة الى وطنها تاركة طفلها في أميركا. وتزوج الأب امرأة أخرى. نشأ كورسو في دُور الرعاية الاجتماعية. في السادسة عشرة سجن بتهمة السرقة. وحين خرج بعد اشهر ألقي القبض عليه مرة أخرى، وسجن ثلاثة أعوام. خلال هذه الفترة اكتشف الشعر والكتابة. وحين التقى آلن غينسبرغ، ولدت صداقة بين الشاعرين. عام 1985 نشر كورسو مجموعته الشعرية الأولى "غازولين" وأصبح عضواً في جماعة "البيت" الشهيرة. ثم تتالت مجموعاته: "أميركان اكسبرس"، "مشاعر رثائية أميركية"، و"رجل طويل العمر". هنا ترجمة لبعض قصائده: صديق أصدقاء للاحتفاظ بهم أصدقاء ليُكسَبوا ثانية وحتى الأصدقاء الذين فقدوا سيكونون مكتسبين من جديد لم يكن لديه خصوم لكنه صنعهم جميعاً من أصدقاء صديقٌ يموتُ من أجلك! المعارفُ الشخصيةُ أبداً ان تصنعَ أصدقاء وثمة أصدقاءٌ يسلبونك من أصدقاء أصدقاء يؤمنون بالصداقة المفرطة بعض الأصدقاء يريد دوماً أن يقدم لك خدمات والبعض يريد أن يكون قريباً منك لا يمكنَك ان تفعلَ هذا فأنا لستُ صديقاً لك أصدقائي قالوا: أف دي آر رمز ألمانيا الديموقراطية لنكن أصدقاء! قال اليو أس أس آر رمز الاتحاد السوفياتي الشيخ البخيل وجد بهجةً في حفل الكرسماس من دون أصدقاء لديَّ أصدقاء كثيرون الآن وأحياناً أكون صديقاً للاأحد أحياناً أصرخ: الأصدقاء عبودية! جنون! وكلُّ شيء خراب في الزمن الفردي من دون أصدقاء ستكون الحياة مختلفة وليست بائسة - هل يحتاجُ المرءُ صديقاً في الفردوس. ** الموت ضحكاً ؟ جئتُ الى هذا العالم ولقد ضحكتُ مما رأيت والحقيقة، فإن هذا النهار مثيرٌ للضحك ولكن فلتحذروا من ضاحكٍ ما هذا ما سيملأكم بالأسى كان من الأفضل لنا أن نكذبَ اضحكوا على الغد واحتفظوا بهذا اليوم سراً من الأسرار إنْ أنا رحلتُ من هذا العالم الآن ودمعت عيناي لأن عليَّ أن أرحل فأنا في الحقيقة مثيرٌ للضحك وما من شيء قابل للتصديق. ** عرب في المقاهي هنا لا وجود لضجيج السكارى يقتحمُ عواطفَ الرجال هنا ثمة الهدوءُ المتواصلُ والموسيقى الصافيةُ تسودُ اجتمعوا على منحدرات التلال يرتشفونَ الشاي بالنعناع وغلايين الكيف الممتلئة سلطانُ الأحلامِ وسلطانُ الطبيعةِ يتلامسان عند هؤلاء الرجال. ** الموت يأتي حين البلوغ لمستهُ، ذاك الذي يبعثُ الرعبَ في أوصال الأطفال لمستهُ، وكنتُ ألفتُ ملمسَهُ أجل، لقد لمستُ نفسي منذ واحدٍ وثلاثين عاماً وخلفَ ذلك، كان كلُّ شيء ذا لمسةٍ خارقة أنا لمستُ من أجل إكمال ذلك الموت التفاؤلي الذي يصير رجلاً. ترجمة وتقديم: علاء اللامي