خطفت جماعة قبلية مسلحة في اليمن ثلاثة من الرعايا الأميركيين ليل أول من أمس، فيما كانوا في منطقة على الطريق الرئيسي بين محافظتي ذمار - وصنعاء مئة كيلومتر جنوب العاصمة، في طريق عودتهم من محافظة تعز. واقتاد الخاطفون الرهائن إلى منطقة جبلية وعرة في مديرية خولان، تقع بين محافظتي صنعاء ومأرب 140 كيلومتراً شرق العاصمة. وحاصرت المنطقة قوات "كوماندوز" وعناصر من الجيش تدعمها طائرات هليكوبتر في عملية لاطلاق الرهائن، يقودها رئىس الأركان. وأكدت مصادر أمنية يمنية ل"الحياة" أمس أن الخاطفين ينتمون إلى قبيلة بني جبر، إحدى قبائل خولان، واعترضوا سيارة الأميركية مرتانا كول براون، مديرة المركز الاميركي للدراسات اليمنية في صنعاء، وكان يرافقها والداها اللذان وصلا إلى اليمن لزيارتها قبل نحو اسبوعين. وتابعت المصادر أن الخاطفين إقتادوا الرهائن عبر طرق جبلية إلى منطقة يربدة التي وصلوا اليها في ساعة متقدمة ليل الثلثاء. والمنطقة مجاورة لمنطقة وادي حباب التي شهدت قبل خمسة أيام حادث تفجير في أنبوب النفط الذي يمر عبرها، نفذته جماعة تنتمي إلى القبيلة ذاتها. وزادت ان معلومات اولية تشير الى مطالبة الخاطفين باطلاق أكثر من 25 شخصاً من مشايخ القبيلة ووجهائها، الذين اعتقلتهم السلطات قبل يومين في اطار التحقيق في تفجير انبوب النفط. وعلمت "الحياة" من مصادر الشرطة اليمنية ان قوات من الجيش تدعمها طائرات هليكوبتر ووحدات "كوماندوز" توجهت إلى منطقة إحتجاز الرهائن الأمريكيين وحاصرتها. ويقود الحملة العسكرية رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء عبدالله علي عليوة ونائب رئىس الأركان لشؤون العمليات العميد علي محمد صلاح. وأفادت مصادر قبلية في منطقة خولان أن مشايخ من القبيلة باشروا وساطات لاطلاق الرهائن، لافتةً الى ان وساطات مماثلة فشلت قبل يومين في اقناع السلطات باطلاق المشايخ والوجهاء المعتقلين في وزارة الداخلية، بسبب تفجير انبوب النفط. وجاءت عملية خطف الرهائن الأميركيين بعد ساعات فقط على قرارات أصدرتها اللجنة الأمنية العليا برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح، تضمنت إجراءات عاجلة لمحاكمة مرتكبي التفجيرات وجرائم خطف الاجانب. وشددت السفيرة الأميركية في صنعاء بربارا بودين التي التقت أمس وزير الداخلية اليمني اللواء حسين محمد عرب على ضرورة تأمين اطلاق الرهائن الأميركيين في صورة سلمية. وعلمت "الحياة" ان وزير الداخلية اليمني أكد للسفيرة أن السلطات "حريصة على أرواح الرهائن، وأنها ستتعامل بحرص شديد بحيث يتم تأمين اطلاقهم سلماً في أقرب وقت، واطلاع السفارة بتطورات عملية الاطلاق أولاً بأول، انطلاقاً من الحرص على علاقة البلدين"، مؤكداً "أن الرهائن لم يمسهم أي أذى من جراء عملية الاختطاف".