أقر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس ان الانفجار الذي استهدف المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن الخميس الماضي كان "عملاً إجرامياً مدبّراً". وجاء كلامه في وقت واصل المحققون اليمنيون استجواب عشرات الموقوفين في عدن ممن يُشتبه في علاقتهم بحادث التفجير الذي أوقع 17 قتيلاً من المارينز. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" ان الرئيس علي صالح أطلع أمس في القصر الجمهوري في عدن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال توماس فرانكس، على "النتائج والدلالات المهمة التي توصلت اليها الاجهزة الامنية في اليمن في كشف الملابسات المحيطة بهذا الحادث المؤسف والذي تشير الدلالات الاولية التي تم الحصول عليها بانه كان عملاً اجرامياً مدبراً". وأضاف ان الحادث استهدف الإساءة الى علاقات الصداقة والتعاون بين اليمن والولاياتالمتحدة. وأكد ان الجهود اليمنية ستتواصل لكشف المزيد من المعلومات في شأن ملابسات حادث التفجير، ووعد بملاحقة المسؤولين عنه ومحاسبتهم. واعتبر التفجير حادثاً مؤسفاً. أما الجنرال الأميركي فعبّر عن شكره لجهود الحكومة اليمنية والأجهزة المختصة في كشف ملابسات حادث التفجير ومساعدة الجانب الأميركي. وأكد حرص الولاياتالمتحدة على تطوير العلاقات بين البلدين بما في ذلك المجال العسكري. وقالت وكالة الانباء اليمنية ان اللقاء بين علي صالح والضابط الاميركي حضره رئيس هيئة الاركان العامة اللواء عبدالله علي عليوة والسفيرة الاميركية في اليمن بربارا بودين. وكان رويترز، أ ف ب الرئيس اليمني استبعد يومي الخميس والجمعة ان يكون حادث المدمرة عملاً مدبراً. وقال في تصريح الى التلفزيون اليمني حينذاك "اننا متأكدون ان العمل ليس ارهابياً. ولكن اذا اثبتت التحقيقات عكس ذلك فإننا سنتخذ في اليمن الاجراءات اللازمة لملاحقة مرتكبيه". واستقبل علي صالح ليل أول من أمس سفيرة الولاياتالمتحدة بربارا بودين وأطلعها على ما توصل اليه المحققون اليمنيون. وعقدت السفيرة بعد ذلك مؤتمراً صحافياً رفضت فيه كشف ما توصل اليه المحققون اليمنيون والأميركيون، لكنها وعدت بأن تفعل ذلك قريباً. وعُلم ان المحققين اليمنيين يستجوبون قرابة 34 شخصاً بينهم عدد من العاملين والموظفين في ميناء عدن. لكن أنباء أخرى أشارت الى ان عدد الموقوفين أكبر من ذلك الرقم بكثير. كذلك اُفيد ان الأميركيين الذين ضربوا طوقاً أمنياً كبيراً حول ميناء عدن، سمحوا الأحد لمحققين يمنيين بتفقد المدمرة المنكوبة، وذلك للمرة الأولى منذ حصول الحادث. وكان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين قال الاحد ان بلاده لا تشك في أن الحادث لم يكن هجوماً ارهابياً. لكنه أضاف ان الولاياتالمتحدة لم تقترب بعد من تحديد مدبري الهجوم. وأقر بأن أسامة بن لادن من بين المشتبه فيهم. وأعلنت جماعتان اسلاميتان على الاقل مسؤوليتهما عن الانفجار. لكن كوهين قال إن المحققين يأخذون كل المزاعم بجدية غير "ان من السابق لأوانه التكهن بشيء". وأفاد مسؤولون أميركيون أمس ان واشنطن جمّدت قرار توقف سفنها الحربية في ميناء عدن للتزود بالوقود بعد حادث المدمرة "كول". وكانت السفن الاميركية تتزود في السابق بالوقود في جيبوتي. إلا ان اليمن فاز بعقد تزويد الأميركيين وقوداً بدءاً من منتصف العام 1998 ضمن سعيه الى اعادة الدور التاريخي لعدن كمركز للشحن ولتعزيز علاقاته مع الولاياتالمتحدة. وفي برلين، قالت ناطقة باسم المستشفى العسكري الاميركي في لاندستول المانيا ان حال ستة من البحارة المصابين في حادث المدمرة استقرت أمس الاثنين. الا انه لم يتضح متى سيتمكنون من العودة الى بلادهم. وعاد الاحد 33 من بين 39 بحاراً اصيبوا في "الهجوم الانتحاري" الى الوطن بعدما تلقوا علاجاً في المانيا. وكان بعضهم على نقالات ونزل آخرون من الطائرة وهم يعرجون.