لم تتمكن اجهزة الأمن اليمنية حتى ليل امس من العثور على الاميركي كينيث وايت، الموظف في شركة "هنت" النفطية في محافظة مأرب 180 كيلومتراً شرق صنعاء الذي اختفى او خطف يوم الاربعاء، فيما تردد امس أ ب ان اميركياً آخر خطف اول من امس الخميس في شبوة. واتهمت صحف المعارضة الاجهزة الامنية بالفشل والارتباك، فيما اكد وزير الداخلية اليمني اللواء حسين عرب للسفيرة الاميركية في صنعاء بربارا بودين سلامة ودقة اجراءات البحث عن الموظف الاميركي. ونفت مصادر حكومية يمنية انباء حصول عملية خطف جديدة تعرض لها احد الرعايا الاميركيين في اليمن. وقالت هذه المصادر ل"الحياة" ان الحادث ليس له اساس من الصحة ولم تتلق الاجهزة الامنية اي بلاغ رسمي عن حادث خطف جديد حتى ليل امس. ولم تحدد وكالة "اسوشيتدبرس" هوية الاميركي الثاني الذي قالت انه خطف من امام محطة وقود في شبوة، لكنها نسبت خبرها الى مصدر ديبلوماسي فضل عدم ذكر اسمه وقال ان هوية الخاطفين ليست واضحة بعد. وقالت ان مصادر قبلية اكدت الخبر. ولم يصدر اي تعليق عن السفارة الاميركية في صنعاء. ولا يزال الغموض يحيط بمكان وجود كينيث وايت، الذي يعمل في "هنت" لمصلحة شركة "هاليبرتون" مقرها في دالاس، بعدما خطف قرب احد آبار النفط في مأرب ويعتقد ان مجموعة من قبيلة الفهيد تحتجزه في مكان مجهول في شرق محافظة مأرب منذ الاربعاء الماضي. لكن اذا تأكد تعرض الموظف الاميركي لخطف على ايدي عناصر مجهولة فان تطوراً خطيراً يكون طرأ على حوادث خطف الاجانب والسياح في اليمن للمرة الاولى منذ العام 1992، إذ لم يسبق ان مرت ساعات الا وتكون اجهزة الامن اليمنية على علم بهوية الخاطفين ومكان احتجاز الرهائن، في حين انها لم تتمكن بعد من تحديد هذه المعطيات لتتحرك الى معالجة الموقف. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في صنعاءومأرب، امس، ان رجال الشرطة والجيش ودوائر الامن في المناطق القبلية التي يشتبه في قيام عناصر تنتمي اليها باختطاف الموظف الاميركي، لم يعثروا على ادلة او مؤشرات تدل الى وجوده في هذه المناطق خصوصاً تلك التي سبق ان شهدت حوادث مماثلة في فترات ماضية. لكن مصادر السفارة الاميركية في صنعاء لا تزال تعتبر وايت مختطفاً من جانب مجهولين "ولا بد من ظهورهم قريباً". واعتبرت صحف احزاب المعارضة ان الاجهزة الامنية فشلت في العثور على وايت وان عملية اختفائه لا تزال لغزاً يحيّر الشارع اليمني واجهزة الامن على حد سواء. ويرى مراقبون محليون اختفاء وايت كل هذه الفترة من دون ان يعرف شيء عنه يعني ان تكتيكاً جديداً بدأ ينفذه خاطفو السياح والاجانب يتمثل في عدم الافصاح عن موقف احتجازه بانتظار الفرصة التي تمكنهم من التفاوض مع الحكومة وممارسة ضغوط لتنفيذ مطالب الخاطفين في مقابل الافراج عن الرهينة نظراً الى النتائج التي يترتب عليها الاعلان عن موقع احتجاز الرهائن وقيام قوات الامن والجيش بمحاصرة المنطقة والتهديد باستخدام القوة واحياناً استخدامها لغرض التهديد والضغط.