} تواصلت التحقيقات الأميركية أمس في ملابسات عملية تفجير المدمّرة "كول" في ميناء عدن. وفي حين أُفيد ان قوات الأمن اليمنية اعتقلت "عشرات" من المشتبه في تورطهم في التفجير الذي أوقع 17 قتيلاً من المارينز، قالت حركة "طالبان" الحاكمة في كابول ان أميركا تستعد لتوجيه ضربة جديدة الى أفغانستان بحجة ايوائها متورطين مزعومين بتفجير المدمرة. عدن، صنعاء، لندن، رامشتاين المانيا - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، ق ن أ - قال مسؤول يمني أمس الاحد ان السلطات اليمنية اعتقلت عشرات لاستجوابهم في قضية تفجير المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن والذي اسفر عن مقتل 17 واصابة عشرات من البحارة. وأضاف المسؤول اليمني ل"رويترز": "ألقت السلطات القبض على عشرات من المشتبه فيهم ممن يُعتقد بأنهم على صلة بحادث المدمرة الاميركية كول". وأكدت مصادر يمنية ل"الحياة" حصول هذه الاعتقالات. وأُفيد ان من بين المعتقلين بعض الموظفين والعمال في قطاع النفط وفي ميناء عدن حيث وقع الهجوم على السفينة "كول" الخميس الماضي. وتقول الولاياتالمتحدة ان انتحاريين نفّذا الهجوم على المدمرة، لكن السلطات اليمنية ترى ان الهجوم لم يكن متعمداً. وقال مسؤولون اميركيون ان محققين فحصوا حطام المدمرة أمس الاحد لجمع أدلة عن الهجوم الانتحاري. واضافوا ان ميناء عدن يعج بما يقرب من مئة محقق وخبراء في عمليات الانقاذ ومهندسين وفرق مساندة في إطار جهود لانتشال جثث البحارة المفقودين ولاصلاح الثقب الكبير في السفينة والبحث عن أدلة أخرى. وقال مسؤول عسكري اميركي ان فرقاً متخصصة وصلت الى عدن "لانقاذ السفينة والبحث عن المفقودين من طاقمها". واضاف ل "رويترز" في فندق عدن الواقع تحت حراسة يمنية مسلحة: "في ما يتعلق بالتحقيقات فهي تمضي قدماً بالتعاون مع الحكومة اليمنية". واضاف ان مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي سيقدّم معلومات في وقت لاحق. لكنه لم يذكر اي تفاصيل. واوضح ان 100 شخص وصلوا الى اليمن من فريق الدعم الخارجي ومن فصيل بحري أمني ومن "أف. بي. آي". واستقبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح صباح أمس سفيرة الولاياتالمتحدة في صنعاء بربارا بودين وعرض معها تطورات التحقيقات الجارية في حادث الانفجار الذي تعرضت له المدمرة "كول". وقالت ان علي صالح اطلع السفيرة الاميركية "على ما توصلت اليه الاجهزة الامنية من معلومات أولية مهمة عن الحادث المؤسف"، مؤكداً مجدداً حرص بلاده على استمرار التعاون مع الجانب الاميركي من أجل كشف ملابسات الحادث. كذلك نوه ب"ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة أعمال العنف والارهاب التي تهدد الامن والاستقرار في العالم"، مجدداً "ادانة اليمن الشديدة ومحاربتها لكل اعمال الارهاب". وفي رامشتاين المانيا، قالت قيادة القاعدة العسكرية الاميركية في بيان أمس ان 33 من مشاة البحرية الاميركية الذين جرحوا في اليمن ويعالجون في المركز الطبي في لاندشتول قرب رامشتاين سينقلون الى قاعدة نورفولك العسكرية فرجينيا في الولاياتالمتحدة. ويُتوقع ان يكون الجرحى نُقلوا فعلاً مساء على متن طائرة من طراز "سي-141". وفي لندن، تلقت "الحياة" بياناً أمس من المكتب الإعلامي لحركة "طالبان" في قندهار رد فيه على تقارير تفيد أن الولاياتالمتحدة تُحقق في معلومات عن إمكان ضلوع مناصرين لأسامة بن لادن في عملية تفجير المدمّرة "كول" في عدن. وقال البيان الذي وزّعه "المرصد الإعلامي الإسلامي" مقره لندن ان أميركا "تنشر أخباراً مضللة عن وجود صلة للإمارة الإسلامية أو من يعيش في كنفها بما حدث في اليمن او غيرها، وذلك بغية تمهيد الأرضية وايجاد مبررات لعدوان أميركي جديد ضد شعبنا". وقال بيان "طالبان" ان الأميركيين قاموا بتحركات في عدد من المناطق "تشير الى عزمهم على شن غارات صاروخية وجوية على أفغانستان". ومعلوم ان الولاياتالمتحدة قصفت أفغانستان فعلاً بصورايخ كروز في 1998 رداً على تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في آب من ذلك العام. وجدد بيان "طالبان" انها أبدت مراراً رغبتها "في التعاون مع كل الدول، بما فيها أميركا، في التحقيق بما يُنسب الى بعض من يعيشون في كنف الإمارة الإسلامية"، في إشارة الى إبن لادن. وقال: "طلبنا من كل الجهات ان تزودنا أي أدلة على صلة أي من ضيوف الإمارة في أي عمل غير شرعي، لكن لم تتقدم أي دولة أو جهة بأي دليل كان حتى الآن".