} ظل المراقبون حائرين ازاء مصير الرئيس الكونغولي لوران كابيلا، الى ان اعلنت زيمبابوي رسمياً انه توفي ظهر امس، على متن طائرة كانت تقله اليها لمعالجته، بعد اطلاق النار عليه من جانب احد حراسه في القصر الرئاسي في كينشاسا بعد ظهر اول من امس. وبدا الكلام عن "انقلاب" في "الكونغو الديموقراطية" زائير سابقاً غير دقيق، اذ تولى نجله جوزيف كابيلا السلطة باعتباره قائداً للقوات المسلحة، لكن شكوكاً في تورط خارجي، اثارت قلقاً واسعاً. توفي الرئيس الكونغولي لوران كابيلا ظهر امس، متأثراً بجروح اصيب بها لدى اطلاق النار عليه من جانب احد حراسه في القصر الرئاسي في كينشاسا بعد ظهر اول من امس. وحصلت الوفاة على متن طائرة كانت تقل كابيلا الى زيمبابوي لمعالجته. وتزامن النبأ الذي اذاعه وزير الدفاع في زيمبابوي موفين ماهاتشي، مع الاعلان في كينشاسا عن تولي جوزيف النجل الاكبر للرئيس السلطة، باعتباره قائداً للقوات المسلحة. وظلت دوافع الاغتيال مبهمة، في ظل تقارير عن خلافات بين كابيلا وقادة عسكريين اقدم على اقالتهم اخيراً. ونقلت تقارير عن مصادر في الكونغو ان الحادث وقع خلال اجتماع كابيلا بهؤلاء الضباط وان العسكري الذي اطلق النار قتل على الفور، فيما نقل الرئيس الى المستشفى في حال خطرة. ونقلت وكالة الانباء البلجيكية عن مصدر في كينشاسا ان كابيلا قتل برصاص نائب وزير الدفاع الكولونيل كايمبي بعدما اقيل وضباط كبار آخرين. ودار فور وقوع الحادث، اشتباك في محيط القصر الرئاسي قبل ان تنجح القوات الموالية لكابيلا في السيطرة على الوضع واتخاذ تدابير امنية استثنائية. واغلق المطار والمرفأ وكل المنافذ الحدودية، فيما تولى جنود انغوليون مهام الحفاظ على الامن الشخصي لرموز النظام. وعقدت حكومة الكونغو ظهر امس، اجتماعاً اصدرت في ختامه بياناً جاء فيه ان الجنرال جوزيف كابيلا تولى ادارة العمل الحكومي، "في انتظار ان يتعافى والده الذي نقل للعلاج خارج البلاد". ثم اعلن وزير الدفاع في زيمبابوي ان كابيلا توفي، مؤكداً ان قوات زيمبابوي ستواصل دعمها لحكومته في مواجهة المتمردين. كذلك أعلنت حكومة ناميبيا المتحالفة مع كابيلا انها ستبقي القوات التي تنشرها هناك. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت لاطراف خارجية علاقة بالتطورات، في ضوء الصراع على النفوذ في كينشاسا بين اوغندا ورواندا من جهة، وانغولا وناميبيا وزيمبابوي التي تدعم كابيلا، من جهة اخرى، علماً ان اوغندا سارعت الى نفي اتهامات بهذا الشأن وجهها اليها وزير الدفاع الكونغولي غودفروا تشام ليسو. وكان الوزير الكونغولي اتهم اوغندا ورواندا والكونغو - برازافيل ب"التحريض" على هذا الاعتداء، داعيا شعب الكونغو الى "الاستعداد للانتقام". وأبلغت مصادر ديبلوماسية في كينشاسا "الحياة" امس، انه على رغم رفع قرار حظر التجول في الساعة السادسة صباحاً فإن سكان العاصمة الكونغولية لازموا منازلهم وظلت الشوارع مقفرة. وأشارت المصادر نفسها الى أن الصورة غير واضحة حالياً، لكنها تحدثت عن انتشار انغولي وناميبي في المناطق الحدودية، تحسباً لاقدام حركات التمرد المناهضة لكابيلا على التحرك. وشككت المصادر نفسها في قدرة الحكومة على السيطرة على الأوضاع في غياب كابيلا، معتبرة ان الغموض هو سيد الموقف. وعبر ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية عن مدى الغموض الذي يلف الموقف في الكونغو، فأشار الى ان السلطات الفرنسية تواصل سعيها للتحقق من المعلومات المتوافرة، وانه ليس لديها حتى الآن أية عناصر مؤكدة أو نهائية حول الأحداث التي شهدتها كينشاسا. وفي واشنطن، قال ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية ان الولاياتالمتحدة تنصح مواطنيها في الكونغو الديموقراطية بالبقاء في منازلهم بسبب الغموض السياسي في البلاد. واضاف ان هناك حوالى 450 اميركيا في الكونغو بينهم 300 يعيشون في العاصمة كينشاسا، وبين هؤلاء 50 الى 55 من موظفي السفارة وذويهم. وقالت سوزان رايس مساعدة وزير الخارجية الاميركي ان واشنطن تدين قتل كابيلا. واضافت: "نأمل ونحض اطراف الصراع المختلفة على ألا تسعى للاستفادة من هذا التغيير في القيادة لتعزيز مصالحها بل ان تضاعف التزامها لتنفيذ اتفاق لوساكا" للسلام. وكان كابيلا تولى الحكم في ايار مايو 1997، في عملية انقلابية اطاحت الرئيس الزائيري الراحل موبوتو سيسي سيكو. وأصبحت البلاد تسمى "جمهورية الكونغو الديموقراطية".