رفض الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا لقاء المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب خلال زيارتها المرتقبة لبلاده للتحادث حول تسليم المحكمة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش المتهم بجرائم حرب. وتوقع مراقبون ان تلجأ المحكمة الى مجلس الأمن في مسعى لدعم موقفها تجاه بلغراد. وابلغ الكسندر بوبوفيتش نائب رئيس الحزب الديموقراطي الصربي الذي يتزعمه كوشتونيتسا الصحافيين في بلغراد أمس، ان الرئيس اليوغوسلافي لن يستقبل المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي خلال زيارتها المرتقبة لبلغراد، "نظراً الى انشغاله وعدم وجود ما يستوجب لقاءه بها". وأوضح ان ديل بونتي "ليست رئيسة دولة أو حكومة، لذا فهي لا تمثل مستوى سياسياً يستوجب على الرئيس كوشتونيتسا اجراء محادثات معها". ورداً على سؤال حول موقف كوشتونيتسا من تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي، أجاب بوبوفيتش أن "الحكومة لن تسلم اي شخص يحمل الجنسية اليوغوسلافية الى هذه المحكمة أو غيرها، لأنه ليس في مقدورها انتهاك الدستور الذي يمنع ذلك". وعندما ألح الصحافيون على جواب قاطع ومحدد في شأن ميلوشيفيتش بالذات، قال: "ينبغي أن تعلموا ويدرك الجميع، ان ميلوشيفيتش يحمل هذه الجنسية اليوغوسلافية ويتمتع بكل ما توفره من حقوق لمواطنيها". وأكد بوبوفيتش الموقف الذي أعلنه كوشتونيتسا مراراً بأن محكمة لاهاي "مؤسسة سياسية وليست ملتزمة بقواعد المحكمة الدولية العادلة". وأشار الى أن في إمكان ديل بونتي ان تتحدث مع أي مسؤول حكومي أو غيره يريد اللقاء معها خلال زيارتها ليوغوسلافيا، "لكن موقف قيادة الدولة واضح من مطالبها". ونقلت وسائل إعلام عن ديل بونتي قولها إنها ترغب في تسليم كوشتونيتسا حيثيات التهم التي توجهها المحكمة الى ميلوشيفيتش. وإلى ذلك، أفادت الناطقة باسم محكمة لاهاي فلورانس ارتمان التي ترافق المدعية العامة في زيارتها الحالية لزغرب، أن كارلا ديل بونتي وعلى رغم التصريحات غير الإيجابية التي صدرت عن بعض الأوساط السياسية اليوغوسلافية، فإنها "لا تزال تأمل في إجراء محادثات مع الرئيس كوشتونيتسا". ووصفت محادثات ديل بونتي مع رئيس الحكومة الكرواتية ايفيتسا راتشان والمسؤولين الآخرين في زغرب بأنها "كانت جيدة"، مضيفة "لكنه لا تزال توجد بعض المشكلات، خصوصاً في ما يتعلق باطلاع محكمة جرائم الحرب على أرشيف الرئيس الراحل فرانيو توجمان، والذي لا بد من أن يتضمن معلومات مهمة عن الذين تشملهم تحقيقات المحكمة". ورأى مراقبون، انه في حال إخفاق المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في الحصول على نتيجة إيجابية خلال زيارتها لبلغراد، في شأن تسليم ميلوشيفيتش وغيره من المتهمين، فإنها ستلجأ على الأرجح الى مجلس الأمن لمساعدتها، وكان مستبعداً أن يتجاوز المجلس توصياته السابقة التي ناشدت الحكومة اليوغوسلافية "التعاون" مع المحكمة، وهو ما تفسره بلغراد بأنه "لا يعني وجوب انتهاك دستور البلاد". ويذكر أن في استطلاعات عدة أجريت في بلغراد اخيراً في شأن موقف المواطنين من تسليم ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي، ولم تتجاوز نسبة الموافقين على محاكمته خارج يوغوسلافيا ال15 في المئة ولم تجد غالبية اليوغوسلافيين ان ميلوشيفيتش ارتكب جرائم في البوسنة أو كوسوفو، وأن "ممارساته السيئة، لو وجدت"، فهي من الشؤون الخاصة بالقضاء اليوغوسلافي. ومن جهة أخرى، قام كوشتونيتسا امس بزيارة رسمية للعاصمة اليونانية أثينا. وذكر تلفزيون بلغراد ان محادثاته مع المسؤولين اليونانيين "شملت اموراً سياسية واقتصادية، وركزت على مشكلتي الجبل الأسود وكوسوفو وقضايا مخاطر اليورانيوم المستنفد". ويذكر أن هذه أول زيارة رسمية يقوم بها كوشتونيتسا لأثينا، علماً أنه زار اليونان الشهر الماضي، ولكنها زيارة كانت خاصة واقتصرت على أديرة ارثوذكسية.