وصفت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب مقرها لاهاي كارلا ديل بونتي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بأنه يشكل "الخطر الأكبر على المساعي الدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في منطقة البلقان". وقالت ديل بونتي في مؤتمر صحافي عقدته في بريشتينا "ان ميلوشيفيتش، يتحمل المسؤولية الرئيسية عن الحروب التي وقعت في كرواتيا والبوسنة، اضافة الى العنف الذي شهده اقليم كوسوفو قبل انسحاب القوات الصربية منه". وأكدت ان هيئة الادعاء العام في محكمة لاهاي "تواصل جمع الأدلة ضد ميلوشيفيتش وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين في حكومته، من خلال فحص جثث المقابر الجماعية في كوسوفو والاستماع الى إفادات الشهود الذين تابعوا انتهاكات القوات العسكرية الصربية خلال الاحداث الدامية في الاقليم قبل الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا واثناءها". وأوضحت ان جهود محكمة جرائم الحرب للكشف عن الانتهاكات ضد الانسانية التي طاولت سكان كوسوفو تشمل ايضاً "جيش التحرير السابق"، واشارت الى ان التحقيقات في هذا المجال تواجه عقبات كبيرة "بسبب عدم تعاون بلغراد مع المحكمة في تحقيق العدالة". ونفت ديل بونتي المعلومات التي راجت أخيراً عن مساومة لإسقاط تهم جرائم الحرب الموجهة الى ميلوشيفيتش مقابل تخليه عن السلطة سلماً، وقالت: "إن مثوله امام المحكمة الدولية في لاهاي ضروري، نظراً الى المعلومات الموثقة التي توفرت عن مسؤوليته الشخصية في جرائم الحرب التي وقعت في البلقان خلال السنوات العشر الأخيرة". وغادرت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في مناطق يوغوسلافيا السابقة كوسوفو امس الى جمهورية الجبل الأسود بعد زيارة للاقليم استمرت ثلاثة ايام، اجرت خلالها اتصالات مع المسؤولين الدوليين والمواطنين، كما تفقدت مقبرة جماعية وسط الاقليم حيث يجمع محققو محكمة لاهاي الأدلة لمعرفة ملابسات وفاتهم. ومن جهة اخرى، اكد مسؤول الادارة المدنية الدولية برنار كوشنير ان المجتمع الدولي "لن يسمح باستمرار العنف في كوسوفو". وجاء ذلك خلال تفقده موقعاً قرب مبنى محطة التلفزيون وسط بريشتينا حيث اطلق "مجهول" النار على فالينتين جوكيتش وزوجته ليوبيتسا اللذين يعملان في القسم الصربي في اذاعة بريشتينا. واصيبا بجروح خطيرة. واعتبر كوشنير الحادث "جريمة فظيعة ارتكبت بحق شخصين يعملان في مؤسسة اعلامية تشرف علىها الاممالمتحدة".