أكدت محكمة جرائم الحرب في لاهاي سعيها الى محاكمة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بتهمة ارتكاب مجازر في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، مشيرة الى انها اتفقت مع دول مجاورة ليوغوسلافيا على ان تقدم الاخيرة ادلة ضد الرئيس اليوغوسلافي وتحد من حركته وتلاحق ارصدته. وأفادت المدعية العامة للمحكمة كارلا ديل بونتي انها تعمل على "جمع الأدلة التي تدين ميلوشيفيتش بالابادة الجماعية، اضافة الى التهم الموجهة اليه سابقاً في شأن جرائم الحرب في كرواتيا والبوسنة وكوسوفو". وأشارت بونتي في تصريحات ادلت بها خلال زيارتها الحالية لمقدونيا وكوسوفو، ان التحقيقات التي اجرتها محكمة لاهاي سابقاً "وفّرت الفرصة لرفع دعوى جنائية ضد ميلوشيفيتش وأربعة من مساعديه المدنيين والعسكريين"، مشيرة الى "تحقيقات في شأن 150 مقبرة جماعية من اصل 450 مقبرة يعتقد انها موجودة في كوسوفو، تهدف الى توثيق الأدلة بمصادر جديدة ضد المتهمين الحاليين وكشف مشاركين آخرين في جرائم الحرب والابادة الجماعية". في الوقت ذاته، شددت الاممالمتحدة ضغوطها على ميلوشيفيتش. وقال ممثلها الخاص في منطقة البلقان كارل بيلت: "لا بد ان نتابع عملنا لعزل مجرمي الحرب عن شعوبهم وأن نقدم مبادرة لمصلحة المجتمع الصربي كي نمنع ميلوشيفيتش من الاستفادة سياسياً من معاناة شعبه خلال الشتاء القارس الذي بدأ في صربيا". وأوضح بيلت ان اظهار المجتمع الدولي استعداده لمساعدة الشعب الصربي "سيكون عاملاً حاسماً في مواجهة دعاية ميلوشيفيتش التي تحمل دولاً غربية مسؤولية الاوضاع الصعبة في بلاده". ومعلوم ان وسائل الاعلام الحكومية في بلغراد، تلقي مسؤولية المشاكل في صربيا على حملة حلف شمال الاطلسي والحصار الذي تفرضه الولاياتالمتحدة ودول غربية. وتصف هذه الوسائل الاعلامية المعارضة التي تلتقي مع مسؤولين غربيين بأنها "متعاونة مع الأعداء وخائنة". وأبلغ مصدر في مكتب محكمة لاهاي في سكوبيا "الحياة" امس، انه تم اتخاذ اجراءات تعاون مع الدول المجاورة ليوغوسلافيا وبينها مقدونيا، تتضمن "ان تقدم السلطات الامنية في هذه الدول معلومات تعزز الاتهامات الموجهة الى ميلوشيفيتش وغيره من المتهمين والمساعدة في القبض عليهم، وأن تطلب هذه الدول من سلطاتها الحدودية تنفيذ ذلك". وأشار الى ان هذه الاجراءات تضمنت ايضاً "تجميد ممتلكات المتهمين بجرائم حرب وأرصدتهم الموجودة في مقدونيا والدول البلقانية الاخرى". وأعرب المصدر عن امله في ان "تساهم هذه الاجراءات في دعم المعارضة الصربية لإطاحة ميلوشيفيتش وتسهيل مثوله امام محكمة جرائم الحرب، عاجلاً ام آجلاً".