ظهرت مؤشرات الى بدء تصدع الاتحاد اليوغوسلافي إثر قرار البرلمان الموالي للرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش اقالة رئيس الحكومة الاتحادية رادوي كونيتش الذي ينتمي الى جمهورية الجبل الأسود. واعتبرت الجبل الأسود هذا الاجراء "ضربة تجهز على ما تبقى من يوغوسلافيا السابقة". وجاء ذلك في وقت تواصلت المعارك العنيفة في كوسوفو واعتبر الألبان اقدام مجموعة الاتصال الدولية على تجميد عقوبة حظر الاستثمارات الاجنبية في يوغوسلافيا بأنه "مكافأة متسرعة" الى الطرف الصربي. ووصف رئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش اقدام البرلمان الذي يسيطر عليه أنصار ميلوشيفيتش على اقالة رئيس الوزراء الاتحادي رادوي كونيتش بأنه "ضربة وقحة متعمدة ضد الجبل الأسود تخالف الأسس التي يقوم عليها نظام الاتحاد اليوغوسلافي". وأوضح جوكانوفيتش ان الاتحاد اليوغوسلافي "يتكون من دولتين هما صربيا والجبل الأسود ويتوقف بقاؤه على المساواة بين هاتين الوحدتين اللتين تمثلانه". ودانت المعارضة الصربية قرار تنحية كونيتش واعتبره الحزب الديموقراطي "بداية انهيار يوغوسلافيا الحالية". ودعا الحزب المواطنين في صربيا والجبل الأسود الى الدفاع عن دولتهم المشتركة "ووضع حد لتصرفات التحالف الحكومي الأسود الراديكالي والأحمر الحزب الاشتراكي واليسار الذي يعمل للقضاء على القوى الاصلاحية". وكان البرلمان قرر مساء أول من أمس الاثنين سحب الثقة من حكومة كونيتش الاتحادية في خطوة وصفتها صحيفة "ناشابوربا" الصربية المستقلة الصادرة في بلغراد أمس بأنها "تهدف الى انهاء معارضة الحكومة الاتحادية لمحاولات فرض حال الطوارئ في جمهورية الجبل الأسود من أجل منع أنصار الرئيس ميلو جوكانوفيتش الذين يوصفون بالانفصاليين من الفوز في الانتخابات الاشتراعية المقرر اجراؤها في الجمهورية نهاية الشهر الجاري". وبدأ ميلوشيفيتش مشاوراته لتشكيل حكومة اتحادية جديدة في أسرع وقت، على رغم مطالبة قيادة جمهورية الجبل الأسود بتأجيل ذلك الى ما بعد انتخاباتها البرلمانية. كوسوفو من جهة اخرى، وقعت أمس مواجهات عنيفة بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في المناطق القريبة من الحدود مع البانيا. وتركزت المواجهات في بلديتي دراغاش وجاكوفيتسا واستمرت المعارك على الطريق الرئيسية التي تربط العاصمة بريشتينا بمنطقة درينيتسا.