أفادت مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء "الحياة" أمس أن الحكومة البريطانية تنتظر موافقة صنعاء على طلب كانت تقدمت به في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لاطلاق ثمانية من رعاياها دانتهم محكمة يمنية بالتخطيط لأعمال عنف وتفجيرات وتشكيل عصابة مسلحة وحكمت عليهم بالسجن في آب اغسطس 1999. وقالت المصادر نفسها إن الحكومة البريطانية قدمت الطلب عبر محامي المتهمين الثمانية بعد حوالى شهرين من مناقشة هذه المسألة بين الرئيس علي عبدالله صالح ووزير الخارجية البريطاني روبن كوك خلال زيارة علي صالح لندن في أيلول سبتمبر الماضي. ولفتت المصادر إلى أن كيث فاز نائب وزير الخارجية البريطاني لشؤون الكومنولث أثار الموضوع خلال زيارته صنعاء أوائل تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأكدت أن الطلب سلم إلى صالح باسم محامي المتهمين البريطانيين، والحكومة البريطانية تأمل أن يأتي الرد ايجاباً. وكانت السلطات اليمنية قبضت على المتهمين البريطانيين أواخر 1998 وهم من أصول يمنية وباكستانية وجزائرية، في عدن عشية الاحتفال بأعياد رأس السنة، فيما كانوا يحضرون لعمليات ارهابية. وكانت المجموعة على صلة مباشرة بجماعة "أنصار الشريعة" المتطرفة التي يتزعمها أبو حمزة المصري في لندن، ومن بين المتهمين نجله محمد مصطفى بالإضافة إلى علاقتهم بتنظيم "جيش عدن - ابين الإسلامي". قضية "كول" على صعيد آخر، اكدت مصادر يمنية في صنعاء ل"الحياة" ان احد الموقوفين ادلى للمحققين اليمنيين، بوجود محققين اميركيين، علاقة اسامة بن لادن بتفجير المدمرة، وان سورياً يعمل مساعداً لأسامة بن لادن نقل اليه الاوامر بالهجوم. وكانت السلطات اليمنية كشفت عمليات المتابعة والتحري في صفوف الجماعات الاسلامية للكشف عن المتورطين في حوادث التفجيرات الاخيرة في عدن عندما اعتقلت احد المشبوهين الذي لعب دوراً رئيسياً في الهجوم على المدمرة "كول" في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقالت مصادر امنية مطلعة ل"الحياة" في عدن ان المتهم الذي قبض عليه في صعدة ادلى باعترافات "خطيرة ومهمة" خلال استجوابه، تؤكد تورط اسامة بن لادن في التخطيط والتمويل لعملية الهجوم على المدمرة. واضافت المصادر نفسها ان منفّذي الهجوم والمخططين له تلقوا اوامر من اسامة بن لادن عبر متطرف سوري الجنسية يعمل مساعداً له وان افراد المجموعة قدموا من افغانستان الى اليمن عبر محافظة صعدة قبل العملية ببضعة اشهر. واشارت المصادر الى ان مساعد ابن لادن السوري هو المسؤول عن العمليات الهجومية في اليمن ومعه مجموعة من المساعدين يقدر عددهم بين 15 و20 شخصاً من جنسيات عربية مختلفة بينهم يمنيون. ولفتت الى ان المتهم السابع اعترف بأن مادة "سي فور" المتفجرة التي استخدمها منفذو الهجوم تم تحضيرها في افغانستان وان التدريب عليها لا يتم الا بموافقة ابن لادن. واشارت المصادر الى ان اجهزة الامن اليمنية لا تزال تبحث عن متهمين آخرين بينهم شقيق المتهم الاخير الذي لم يكشف عن اسمه بالاضافة الى قائمة من المتهمين المتورطين من جنسيات مصرية وسورية دخلوا اليمن قبل الهجوم على المدمرة. وقُتل 17 من مشاة البحرية الأميركية المارينرز عندما انفجر زورق صغير محمّل بالمتفجرات بجانب المدمرة "سو. أس. أس. كول" خلال تزوّدها بالوقود في ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر الماضي. ويُتوقع ان تبدأ محاكمة ستة متهمين بالتورط في تفجير المدمرة في النصف الثاني في الشهر الجاري.