أكدت مصادر مطلعة في عدن ل"الحياة" أمس ان المحققين اليمنيين حققوا تقدماً بارزاً في كشف ملابسات عملية تفجير المدمرة "كول" الشهر الماضي، وان بعض المعتقلين أدلى ب"معلومات مهمة" عن المنفّذين. وجاء هذا التأكيد بعدما كشفت الولاياتالمتحدة ان اليمنيين عرفوا من معتقلين متورطين في قضية تفجير المدمرة ان المنفّذين حاولوا قبل تسعة أشهر مهاجمة السفينة الحربية الأميركية "سوليفان" في عدن لكن محاولتهم فشلت إثر غرق قاربهم المحمّل بالمتفجرات. وقالت المصادر المطلعة في عدن ل"الحياة" ان فريق تحقيق يمني - أميركي مشترك يُعيد حالياً استجواب بعض الإسلاميين المنتمين الى تنظيم "الجهاد" أو "الأفغان العرب" اُوقفوا في إطار التحقيق في تفجير المدمرة "كول". وكشفت ان بعض هؤلاء اختلفت أقوالهم في جلسة التحقيق الثانية عما قالوه في الجلسة الأولى، تحديداً عندما سُئلوا عن علاقتهم بمنفذي العملية وتنظيم "الجهاد". وأوضحت ان التحقيق ينحصر حالياً ب15 شخصاً أدلى بعضهم ب"معلومات مهمة" عن تفجير المدمرة. ورفضت تحديد ماهية هذه المعلومات، لكنها قالت انها "في غاية الأهمية". وأشارت الى كشف منزل رابع في منطقة جحيف في حي التواهي في عدن استخدمه منفّذو الاعتداء في تحضير قاربهم المفخخ. وأفرج المحققون عن أحمد المحروقي، وهو عامل في الوحدة السكنية في مدينة الشعب في عدن، بعد إدلائه بمعلوماته عن شخص يُعتقد انه شارك في عملية التفجير. تفاصيل عن المحاولة الفاشلة وفي واشنطن، أكدت مصادر أميركية صحة تقارير أفادت ان اليمن تبلّغ من متهم في قضية المدمرة "كول" ان المنفّذين ينتمون الى جماعة إسلامية معارضة للوجود الأميركي وانهم حاولوا في كانون الثاني يناير الماضي تنفيذ هجوم انتحاري مماثل استهدف السفينة الحربية الأميركية "سوليفان" لدى تزودها الوقود في ميناء عدن. وقالت ان تلك العملية التي كانت مُعدّة في الثالث من كانون الثاني، فشلت بعد غرق القارب الذي كان يحمل المتفجرات. ولفتت الى ان العملية الفاشلة كانت ستتزامن مع عمليات اخرى تستهدف الأميركيين تفجيرات الألفية في الأردنوالولاياتالمتحدة نفسها. وتقول واشنطن ان أسامة بن لادن وراء تلك العمليات. ونقلت وكالة "رويترز" أمس عن مسؤولين أميركيين ان تقدماً كبيراً أُحرز في التحقيق في قضية "كول". ورفض المسؤولون الذين طلبوا عدم الافصاح عن هويتهم ذكر اي تفاصيل اكثر من التأكيد ان أحد المشتبه فيهم الذين اعتقلوا في اليمن كشف ان مسلحين مناهضين للغرب خططوا ايضاً لتفجير مدمرة اميركية اخرى في عدن. لكنهم قالوا انه غير واضح مدى علاقة منفذي تفجير "كول" بأسامة بن لادن. واعلنت البحرية الاميركية أمس ان إصلاح المدمرة "كول" سيكلف اكثر من 100 مليون دولار وسيكتمل في العام 2002. ومن المقرر ان يزور وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين تسع دول في الخليج والشرق الاوسط الاسبوع المقبل وهي الجولة الاولى للوزير الاميركي في المنطقة منذ الهجوم على المدمرة "كول".