أكدت السلطات اليمنية ان تحقيقاتها في قضية تفجير المدمرة "كول" حققت تقدماً مهماً. وفي حين قالت مصادر أميركية ان صنعاء تعتقل شخصين يُشتبه في أنهما ضالعان مباشرة في الحادث الذي أوقع 17 قتيلاً من مشاة البحرية الأميركية المارينز، ذكرت مصادر مطلعة ان أجهزة الأمن أوقفت تسعة أشخاص في عدن وأبين ولحج. صنعاء، واشنطن - "الحياة"، يو. بي. آي.، رويترز، أ ف ب - ذكرت صحيفة "26 سبتمبر" الاسبوعية الصادرة عن الجيش اليمني أمس الخميس ان عناصر جديدة ظهرت في التحقيقات في حادث تفجير المدمرة الاميركية الشهر الماضي في ميناء عدن. وأكدت ان التحقيقات حققت "تقدماً مهماً"، وان الاجهزة الامنية كشفت منزلاً رابعاً في منطقة حجيف في عدن كان منفذو العملية الانتحارية استأجروه واستخدموه لتركيب المتفجرات في الزورق. وأضافت ان قانونيين من الجانبين اليمني والاميركي يعكفون حالياً على وضع صيغة قانونية تنظم عملية التعاون بين البلدين بخصوص التحقيقات. ونقلت "26 سبتمبر" عن وزير الداخلية اليمني اللواء الركن حسين محمد عرب ان ليس من الصعب الحصول على المادة شديدة الانفجار "سي. فور" التي استخدمت في تفجير المدمرة، والتي تنتج في بلدان محددة، بسبب توافرها في اماكن عدة. ولفت الى ان التحقيق في تفجير المدمرة تقدم لكن القضية لا تتعلق فقط بمنفذي العملية لوحدهما بل هي "جريمة منظمة أُعد لها إعداداً دقيقاً". وعن التفجير الذي تعرضت له السفارة البريطانية في صنعاء في اليوم التالي للهجوم على المدمرة الاميركية، قال عرب ان المتهمين ثلاثة أحدهم هو العنصر الاساسي في العملية، في حين لا يزال التحقيق مستمراً مع العنصرين الآخرين. وتزامن كلام الوزير مع معلومات بثتها محطة "ان. بي. سي" التلفزيونية الاميركية مفادها ان صنعاء تعتقل شخصين يشتبه في انهما ضالعان مباشرة في الاعتداء الذي استهدف "كول". وأضافت ان احد المشتبه فيهما قام بدور رئيسي في الهجوم واعطى المحققين تفاصيل عن كيفية التخطيط للاعتداء. وذكر التلفزيون ان المشتبه فيه قال ان الاعتداء كان مخططاً منذ اكثر من عام ويشمل شخصين آخرين هما خبير عراقي في المتفجرات وسعودي كان يشرف على العمليات. وزعم التلفزيون ان مسؤولين يمنيين غير كبار تعاونوا مع منفذي الاعتداء عبر مساعدتهم للحصول على اوراق ثبوتية مزورة وسيارات وعلى اخفاء مخططهم. لكنه اشار الى ان المشتبه فيه لم يعط اي ادلة تظهر ضلوع الحكومة اليمنية. وكان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين قال الاربعاء ان بلده لا يمكنها ان تقول في هذه المرحلة ما اذا كان اسامة بن لادن يقف وراء الاعتداء. وفي هذا الإطار، قالت مصادر يمنية مطلعة ل"الحياة" ان أجهزة الأمن عثرت على ثلاثة منازل في عدن يُشتبه في ان مفجري المدمرة استخدموها في إعداد المتفجرة وتجهيز القارب المفخخ. وأضافت ان أجهزة الأمن اعتقلت في اليومين الماضيين ستة أشخاص في عدن وشبوة وثلاثة آخرين في محافظتي أبين ولحج. ولفتت الى ان ثلاثة من المعتقلين الجدد وردت أسماؤهم في محاضر التحقيقات "في صورة متكررة" وان أجهزة الأمن تأمل بأن تتوصل من خلالهم الى كشف ملابسات عملية تفجير المدمرة. وأكد مسؤولون في السفارة الاميركية في اليمن أمس ما أوردته صحيفة "الوحدوي" الأسبوعية في شأن مغادرة خبراء اميركيين يعملون في برنامج لإزالة الألغام من اليمن بعد تلقيهم تهديدات. وقال ديبلوماسي اميركي ان رحيل الخبراء يأتي في اطار احتياطات امنية في المنطقة عقب الهجوم على المدمرة. وكانت صحيفة "الوحدوي" الاسبوعية نقلت عن مصدر مطلع ان الخبراء الاميركيين تلقوا تهديدات مما اضطرهم الى اغلاق مكتبهم والسفر الى البحرين وتقليص تمثيلهم الى فرد واحد. وذكرت ان الخبراء الاميركيين يعملون في الوحدة الفنية الوطنية لإزالة الألغام التي تعمل على ازالة نحو 200 ألف لغم في اليمن.