صنعاء - أ ب، رويترز - أكد الرئيس علي عبدالله صالح أمس في مقابلة مع وكالة "رويترز" ان أسامة بن لادن قد يكون متورطاً في عملية تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن. وقال ان اليمن لا يتهم أي جهة بعينها بعد بالتورط في التفجير، لكن "المجموعة التي نفّذت الهجوم والأشخاص الذين يُحقق معهم هم عناصر ممن كانوا في أفغانستان، ولذلك من المحتمل ان تكون هناك علاقة لهم مع إبن لادن". الى ذلك، افادت مصادر قريبة من التحقيق في تفجير المدمرة انه تم تحديد هوية ستة يمنيين مشتبه بهم في العملية، وان هؤلاء كانوا من المقاتلين الذين خاضوا الحرب ضد القوات السوفياتية في افغانستان في الثمانينات. وقالت المصادر اليمنية التي رفضت كشف هويتها ان جمال البدوي، وهو الأبرز بين الستة المعتقلين في اليمن، ابلغ المحققين انه تلقى تعليمات هاتفية في شأن عملية التفجير التي نفذت في 12 تشرين الاول اكتوبر الماضي من رجل في الامارات العربية المتحدة. وقال البدوي انه كان التقى الرجل في افغانستان خلال الحرب، الاّ انه لم يره منذ ذلك الحين. وكشف البدوي ان الرجل الذي اتصل به هو محمد عمر الحرازي وانه كان يستخدم اسماء مستعارة عدة مثل "ابو المحسن" و "ابو الحسن". وهو مولود لعائلة يمنية في منطقة حراز الجبلية الوعرة غرب صنعاء. والصلة الافغانية هي احدى الصلات الغامضة التي توصل اليها المحققون اليمنيون بين المجموعة المتورطة في الهجوم على "كول" واسامة بن لادن الذي يتصدر لائحة الارهابيين الذين تلاحقهم اميركا. وكان مسؤولون امنيون اميركيون اعلنوا في وقت سابق ان خيوطاً عدة تربط المشتبه بهم الذين يحتجزهم اليمنيون حالياً بمنظمة إبن لادن. وافادت المصادر ان البدوي ابلغ المحققين ان الحرازي لم يبلغه ابداً بشكل مباشر انه يتلقى الاوامر والتمويل لتنفيذ الهجوم من إبن لادن، لكن لهجة حديث الحرازي واسلوبه قاداه الى الاعتقاد بذلك. وابلغت المصادر "اسوشييتد برس" ان البدوي لا يملك اي تأكيد مستقل لتورط إبن لادن الذي يعيش في افغانستان. وعُرف من بين المشتبه بهم في تفجير المدمرة "كول" مسؤولان في الشرطة من لحج شمال عدن، هما وليد السروري وفاتح عبدالرحمن. وقال احد المصادر ان الشرطيين زودا الانتحاريين اللذين نفذا التفجير بطاقات هوية مزيفة ووثائق اخرى. كما ان ياسر العزاني، احد المعتقلين الستة، كان على معرفة بالعنصرين الانتحاريين لدرجة انه استضافهما في منزله في عدن لتناول الغداء في اليوم الذي سبق الهجوم. لكن مدى اطلاعه على خططهما ليس واضحاً، بحسب المصادر. ويحتمل ان يكون مشتبه به آخر، جمال با خورش، جُنّد لتصوير الهجوم بالفيديو لاغراض مجهولة، لكن الفيلم لم يصور اطلاقاً. ولم تعط المصادر اي تفاصيل عن دور المشتبه به السادس الذي عُرف بانه احمد الشيني. وكان رئيس الوزراء اليمني عبدالكريم الارياني ابلغ "اسوشييتد برس" في وقت سابق ان ثلاثة الى ستة من المشتبه بهم سيحاكمون الشهر المقبل. وكشفت صحيفة "26 سبتمبر" الاسبوعية الناطقة باسم القوات المسلحة اليمنية في عددها الاخير ان الحرازي هو الرجل الذي كان يتولى اصدار الاوامر من خارج اليمن وتغطية كل مصاريف المجموعة التي هاجمت "كول". ووصفت الصحيفة البدوي بانه المشتبه به الرئيسي داخل اليمن. ويقول خبراء في الارهاب ان مخططي الهجوم على "كول" تحركوا بطريقة تدل على تعاونهم مع إبن لادن. وكانوا ينتظمون في خلايا تضم اثنين او ثلاثة اشخاص، وجُنّد كثيرون من الافغان العرب الذين كانوا ضمن المتطوعين لدعم المجاهدين الافغان في حربهم ضد السوفيات في الثمانينات.