تلاحق الأجهزة اليمنية يمنياً قام بدور رئيسي في تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن. وتعتقد هذه الأجهزة بأن المتهم، ويدعى محمد عمر الصعفاني الحرازي، تولى دوراً أساسياً في التخطيط للعملية والاتصال بممولين عرب ينتمون الى تيار "الجهاد" وبأنه قريب الى اسامة بن لادن. توصلت الأجهزة الأمنية اليمنية قبل أيام الى تحديد هوية المدير الرئيسي لعملية الهجوم على المدمرة الأميركية كول في 12 تشرين الأول اكتوبر الماضي في ميناء عدن والذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً. وأكدت مصادر مطلعة في عدن أمس ان شخصاً يدعى محمد عمر الصعفاني الحرازي قام بدور رئيسي في التخطيط والتنفيذ للهجوم على المدمرة وتولى الاتصالات المباشرة مع "الممولين" في احدى الدول العربية ممن ينتمون الى تيار "الجهاد" أو تنظيم "الأفغان العرب". وتعتقد الاجهزة اليمنية بأنه على علاقة بالجماعة المتشددة التي قبض على أفرادها أخيراً في الكويت، وربما يكونون قريبين الى زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. وأضافت المصادر ان أحد المتهمين الستة الذين تمت إحالة ملفهم الى سلطات التحقيق القضائي النيابة العامة في عدن كان مكلفاً بتصوير عملية تنفيذ الهجوم على المدمرة "كول" اعترف بعلاقته مع الحرازي، وان الأخير اتفق معه على التصوير من شقة تطل على ميناء عدن تم استئجارها قبل أيام من العملية. وأشارت الى أن المصور المكلف نفى أن يكون تعرف على الشخصين المكلفين بتنفيذ العملية بصورة مباشرة. غير أنه أكد، ومتهم آخر، في اعترافاتهما ان الحرازي هو العقل المدبر للعملية وانه المسؤول عن تفاصيل تنفيذها وتمويلها. وعلمت "الحياة" ان اجهزة الأمن اليمنية كثفت تحرياتها ومتابعتها بحثاً عن الحرازي، وذلك في مديرية صعفان في محافظة صنعاء 120 كيلومتراً غرب العاصمة وفي مناطق أخرى في محافظتي شبوه وحضرموت. غير أنها لم تعثر على أي أثر له حتى الآن وسط احتمالات أن يكون غادر اليمن قبل تنفيذ الهجوم على "كول" أو بعدها مباشرة. ولفتت مصادر مطلعة الى أن الحرازي ينتمي الى تنظيم "الافغان اليمنيين" وسبق له أن شارك في الجهاد في افغانستان قبل العام 1990. ولا يستبعد أنه على علاقة مع ابن لادن. وعلى رغم ان مصادر في النيابة العامة أكدت ل"الحياة" أول من أمس ان ملف قضية "كول" لم تتم احالته عليها بعد، إلا أن صحيفة "26 سبتمبر" الحكومية أكدت أمس ان ملف القضية احيل على مكتب الادعاء العام في عدن لمراجعة القضية واستكمال التحقيق مع ستة متهمين تمهيداً لاصدار لائحة الاتهام في حقهم. وأضافت الصحيفة ان المحاكمة ستبدأ في كانون الثاني يناير المقبل، غير أن مصادر قريبة الى اجهزة التحقيق أكدت ان المتهمين الأساسيين لا يزالان رهن الاستجواب لدى اجهزة الأمن من المحققين الأميركيين التابعين لمكتب التحقيقات الفيديرالية اف. بي. آي في ضوء الاتفاق مع الحكومة اليمنية الاسبوع الماضي، وأن احالتهما على النيابة لا تزال مرهونة بالقبض على الحرازي الذي تعتقد اجهزة الأمن انه مفتاح "لغز" العملية برمتها. وأشارت الى أن ممثلاً عن النيابة العامة يشارك في التحقيقات التي يجريها المحققون الأميركيون والأجهزة اليمنية