توالت خلال الأيام الماضية، قوافل السعوديين العائدين من دول مختلفة حول العالم، إذ قررت بعض الأسر، تمديد بقائها في الخارج، إلى ما بعد بدء الدراسة، قبل نحو أسبوعين، على رغم وجود أبناء لديهم يدرسون في مدارس مختلفة. بيد أن ضيق الفترة المتاحة للسفر، والممتدة من بعد أيام عيد الفطر المبارك، جعلت الكثيرين يبقون في الخارج لما بعد بدء الدراسة إذ انشغل البعض بموسم الأعراس الذي سبق شهر رمضان، فيما لا يفضل الكثير من السعوديين السفر خلال شهر الصوم. وفتح برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» شهية أسر سعودية للسفر إلى الخارج، بدعوى «الاطمئنان على الأبناء المبتعثين»، أو بذريعة «التعرف على عالم جديد»، منتهزين فرص حلول العطل القصيرة والإجازات الصيفية. وعادت بعض الأسر التي قررت تغيير بوصلة رحلاتها الصيفية، متجهة صوب أميركا، ودول أوربا، على غير العادة. فيما نالت عاصمة الضباب، لندن، «حصة الأسد». وإذا كانت فاطمة راضي (في العقد الخامس) لم تزر دولة غربية طوال حياتها، فإنها بعد ابتعاث ابنتها الحامل، للدراسة، ووضعها مولودها في كندا، «قررت ووالدها السفر، للاطمئنان عليها، وتمضية بعض الوقت هناك» بحسب قولها، مضيفة أن «تجربة السفر إلى مثل هذه الدول استهوتني، وحاولت إقناع زوجي بأن نغير وجهتنا في العطلة المقبلة، بالسفر إلى دولة أوربية»، مردفة «مللنا تكرار زيارة الدول الخليجية، والعربية، طوال السنوات الماضية. ومن الجيد أن نكتشف أماكن سياحية وطبيعية أخرى». ولا تنكر بأن «للحديث عن سفراتنا هذه أمام الأهل والأصدقاء، وقعاً خاصاً يختلف عما اعتادوه». فيما يقول طلال صالح، الذي بدأت رحلاته وأسرته، للسياحة في الدول الأوربية، منذ نحو ثلاث سنوات: «جذبتنا طبيعة سويسرا الساحرة، وبخاصة في جبال الألب، لمعاودة السفر إليها عامين متتاليين. ولكننا قررنا هذا الصيف التوجه إلى لندن»، لافتاً إلى أن ابتعاث اثنين من أبنائه، للدراسة في أميركا «أوجد لدينا فضولاً لاكتشاف أماكن سياحية جديدة، وكسر الروتين الذي اعتدنا عليه». وأشار إلى اهتمامه بتمضية الإجازة في «الأماكن الريفية على وجه الخصوص». ولكن طلال شكا من «عدم إدراك الأطفال لمشكلة غلاء الأسعار هناك، ومطالباتهم المستمرة بتناول الطعام في المطاعم، وكذلك عدم اعتيادهم على الأنظمة في مثل تلك الدول». وشجعت بدرية عبدلله، التي عادت من بريطانيا قبل سنة، بعد حصولها على الماجستير من هناك، أخيها على مرافقتها في رحلة سياحية، لمدة أسبوع إلى فرنسا. وتقول: «رتبناها بحيث تكون بأقل التكاليف، مستغلين عرضاً جيداً للسكن في أحد الفنادق، إضافة إلى اعتمادنا في غالبية الأوقات، على تناول المعلبات، ومشاطرة ما نقوم بشرائه من الوجبات»، واكتفائهما بشراء «وجبة طعام واحدة في اليوم»، مشيرة إلى أن الهدف الأساس من الرحلة كان «الاستجمام، والتعرف على حضارات إنسانية جديدة». وأكدت أنها عادت من هذه الرحلة «أكثر تفاؤلاً، وقدرة على تحمل إحباطات عدم الحصول على وظيفة جيدة، توازي مجهودي الذي بذلته في الحصول على شهادة الماجستير». أسعار «مرتفعة»... ولكنها مماثلة لدول عربية