في الوقت الذي كان الكثيرون يمنون أنفسهم بالسفر إلى خارج المملكة خلال موسم الصيف، وبخاصة مع تراجع أسعار تذاكر الطيران، والتخفيضات الكبيرة على حجوزات الفنادق في مختلف دول العالم بسبب الأزمة المالية العالمية، جاء مرض أنفلونزا الخنازير ليضرب أحلامهم، ما دفع البعض إلى تغيير وجهاتهم أو إلغاء فكرة السفر من الأساس، والبقاء في السعودية. ومن بين هؤلاء نجاة محمد التي قامت بشراء تذاكر السفر إلى بريطانيا، ضمن العروض الخاصة. وقالت نجاة محمد إن أنباء وأعداد المصابين بالمرض دفعني إلى إلغاء الحجز وتأجيل دراستي للماجستير، حرصاً على سلامة أطفالي لأنهم أهم بكثير من السفر إلى الخارج وتعريضهم للخطر. وأضافت: «سأقضي الصيف في البيت هذا العام، على رغم ارتفاع درجات الحرارة، لأنه ليس باليد حيلة». وبالمثل، اضطر محمد فهد إلى إلغاء رحلته مع الأسرة إلى الولاياتالمتحدة، والتي اعتاد أن يزورها بشكل مستمر، إلا أن أخبار المرض منعته هذا العام من السفر للخارج، وتغيير وجهته، إلى إحدى الدول العربية. وقال إن المرض الذي تخوف العالم من تحوله إلى وباء، انتشر بشكل كبير ووصل في الأيام الماضية، إلى الإمارات والبحرين، ما يدفع للتحوط وعدم المغامرة بالسفر إلى الدول التي ينتشر فيها المرض. كما اضطرت أم عبد الرحمن إلى تأجيل سفرها للعلاج في دولة أوروبية، بناء على طلب أبنائها، وقالت: «فضلت تأجيل السفر لبعض الوقت لحين اتضاح الصورة، بدلاً من المخاطرة غير المحسوبة». لكن مالك خالد لم يهتم كثيراً بتحذيرات أصدقائه وتعليقاتهم، وقال إنه سيسافر إلى الولاياتالمتحدة في الموعد المحدد: «الإنسان إذا فكر بهذا الشكل سيتملكه الخوف من المرض، وسيمضي وقته في المنزل، منتظراً وصوله إليه، وأنا وزوجتي نخطط لهذه الرحلة منذ سنتين، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». ويؤكد محمد عبدالرحمن من شركة الثماد للسفر والسياحة، عدم تأثر حركة السفر في المملكة، فجميع الحجوزات تأكدت في وقت سابق، ولا توجد لدينا مقاعد شاغرة خلال الفترة المقبلة، ومعظم الحجوزات ركزت على شهري 7 و8 المقبلين، ولا يوجد تأثير واضح سواء بسبب الأزمة المالية أو المرض. وأضاف: «كالأعوام السابقة، فإن العائلات الميسورة مادياً تفضل السفر إلى الدول الأوروبية وأميركا، فيما تتجه الأسر المتوسطة مادياً إلى الدول العربية والخليجية». وأشار إلى أن الأنفلونزا بمختلف تسمياتها ليست السبب الوحيد في تغيير وجهة العديد من السعوديين والمقيمين. ويقول أحمد منصور إن الطابور الطويل من المواطنين الواقفين أمام إحدى السفارات الأوروبية، والانتظار لساعات طويلة تحت حرارة الشمس، وكبر السن، لم تشفع في إعطائه تأشيرة السفر له ولأسرته بغرض السياحة. وبيّن أنه قرر بعد ذلك أن يغير وجهته تماماً من أوروبا إلى إحدى الدول العربية، وعدم الوقوف في طابور مماثل مرة أخرى، كما أن السفر لدولة عربية سيوفر عليه وعلى عائلته مبلغاً مالياً جيداً.