أكد زعيم المعارضة السودانية السيد محمد عثمان الميرغني تعثر المبادرات المطروحة للحل السلمي للأزمة في السودان، واعتبر ان مبادرة دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد "لا تعني التجمع حتى الآن". وجدد الميرغني في مؤتمر صحافي عقده امس في اسمرا انتقاده حزب الأمة قائلاً: "ان حزب الأمة لم يكن يعنيه هيكل التجمع الوطني الديموقراطي ولكنه كان يريد الهيمنة على التجمع". واشار الى تداعيات لقاء زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي مع زعيم "حزب المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي في جنيف العام الماضي، معدداً آثار اللقاء الداخلية والخارجية. واكدت المعارضة انها لم تتلق رداً من الحكومة السودانية في شأن اللقاء التمهيدي المرتقب ووصفت الخرطوم ب"المماطلة ومحاولة تطويل أمد الحرب". وأنهت المعارضة السودانية اجتماعاتها في اسمرا امس الخميس، وأصدرت بياناً ختامياً لاجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي. وعقدت القيادة مؤتمراً صحافياً أمس حضره عدد من الديبلوماسيين. وقال الميرغني ان "المبادرات تعثرت ولجنة ايغاد رفضت استقبال وفد من التجمع، وهي لا تعنينا حتى الآن وانما تعني الحركة الشعبية لتحرير السودان". وأوضح انه طلب من الليبيين "اتخاذ موقف بتحديد المخطئ والمسيئ ومن يماطل في عقد المؤتمر التمهيدي" الذي دعت اليه مصر وليبيا. وقال ان "ذلك لم يحدث". وأبدى استغرابه لتصريحات الرئيس عمر البشير التي أعلن فيها عدم تلقيه مقترحات من التجمع. وتمسك الميرغني بالدعوة الى التنسيق ودمج المبادرتين. ورحب بكل الجهود العربية والافريقية لحل الأزمة السودانية. ونفى الميرغني وجود مبادرة اريترية، وقال: "ان كل ما يريده أفورقي هو جمع الفرقاء في اسمرا، ونؤكد استعدادنا لهذا اللقاء". وقال: "لانريد ان يكون السودان مسرحاً للنزاعات العربية - الافريقية". وأوضح الميرغني انه يؤيد حلاً شاملاً للمشكلة السودانية لا يقبل التجزئة. وقال: "ليس لدينا مشكلة في ان تخرج دول الجوار بجهد موحد". واعتبر ان المؤتمر الثاني للتجمع كان ناجحاً ان "التجمع الآن اكثر وحدة وتماسكاً وثقة". وحمل زعيم المعارضة السودانية بعنف على حزب الأمة قائلاً ان حزب الأمة "لا يود معالجة هيكل التجمع لكنه يريد الهيمنة على التجمع". واعتبر ان حزب الأمة "لم يتخذ الخطوات الصحيحة لعودته. وجاءنا وفد لخلق المشاكل". وذكر ان الأمة دخل في اتفاقات ثنائية مع الحركة الشعبية وتساءل: "لماذا انهارت تلك الاتفاقات؟". ودعا حزب الأمة الى "ترك الاستعلاء". وتناول تداعيات لقاء جنيف في العام الماضي قائلاً: "ان ما حدث في الخرطوم من انقسامات سببه ان الترابي طالب بمنصب رئيس مجلس وزراء ليشغله السيد الصادق فكان حل المجلس الوطني، وما حدث في التجمع ايضاً كان سببه لقاء جنيف". وناشد زعيم المعارضة حزب الأمة العودة مرة اخرى الى التجمع قائلاً "إذا كان مع المعارضة فمرحباً به واذا كان يريد التفاوض فلا مكان له بيننا". ونفى الميرغني ان يكون التقى وزير شؤون رئاسة الجمهورية السوداني عبدالرحيم محمد حسين. وتحدث في المؤتمر الصحافي ايضاً الأمين العام الجديد للتجمع باغان أموم ومسؤول العلاقات الخارجية الدكتور منصور خالد ونائب رئيس التجمع عبدالرحمن سعيد.