التقى الرئيس المصري حسني مبارك امس رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض السيد محمد عثمان الميرغني ورئيس مجلس رأس الدولة السوداني السابق السيد أحمد الميرغني، فيما كشف وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وجود "لقاءات كثيفة واتصالات بين القاهرةوالخرطوم تهدف الى دعم العلاقات بين البلدين وحل الخلافات السودانية بين الحكومة والمعارضة في الشمال والجنوب". وبحث مبارك مع الميرغني امس في التطورات السودانية بعد لقاء جنيف بين زعيم حزب الامة رئيس الوزراء السوداني السابق السيد الصادق المهدي والامين العام ل"المؤتمر الوطني" الحاكم، رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي والخطوات المقبلة التي ستتخذها المعارضة السودانية. ولوحظ ان الوفد الذي رافق الميرغني الى لقاء مبارك اقتصر على شقيقه احمد الميرغني مثلما حصل الاسبوع الماضي في لقاء الميرغني مع موسى والامين العام للحزب الوطني الحاكم الدكتور يوسف والي. وقال موسى في تصريحات الى الصحافيين في القاهرة أمس: "مصر على اتصال دائم مع الجانب السوداني وانا تلقيت منذ ايام قليلة مكالمة هاتفية من السيد وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل، والاتصالات مستمرة ونشطة"، من غير أن يوضح مضمون المكالمة. وكان موسى قال في وقت سابق "اللقاءات الكثيفة مستمرة بين مصر والسودان من منطلق الحرص الكامل على السودان الشقيق ومحاولة تنقية المسار حتى لا تتعرض العلاقات بين البلدين لعمليات تشويش تؤدي الى الاضرار بالمصلحة السودانية المتشابكة في ما يتعلق بالجنوب والمعارضة في الشمال". وقال موسى ان "الحرص على العلاقة الجيدة المباشرة وعلى مستقبل السودان والرغبة في بناء علاقات قوية وبناءة وراء هذه الانشطة والاتصالات". وتجنب الوزير المصري الرد على سؤال يتعلق باعلان الميرغني ترتيب اجتماع لاقطاب المعارضة السودانية في القاهرة. لكنه قال ان المهدي أبلغ القاهرة نتائج محادثاته مع الترابي، مشيرا الى ان رئيس الوزراء السوداني السابق سيلتقي مسؤولين مصريين في القاهرة للبحث في هذه التطورات. وامتنع موسى عن الخوض في تفاصيل الاتصالات واللقاءات، مكتفياً بالقول إنها تأتي في إطار حرص مصر على السودان ومستقبله، ومشيرا الى رغبة بلاده في اقامة علاقة قوية وبناءة مع الخرطوم. وينتظر ان يعود المهدي الى القاهرة اليوم آتياً من ليبيا للقاء الميرغني وموسى، ويتوقع ان يلتقي الرئيس مبارك. وقررت المعارضة السودانية عقد اجتماع استثنائي لقيادات التجمع الموجودة في القاهرة للتشاور في شأن نتائج لقاءات جنيف، والاستماع الى توضيحات المهدي للحؤول دون حدوث خلافات في اجتماع هيئة القيادة المقررة في اسمرا نهاية الشهر الجاري. في غضون ذلك تلقى الميرغني رسالة من المهدي نقلها القيادي في حزب الامة الدكتور ابراهيم الامين تضمنت نتائج اجتماعات جنيف والمحادثات التي جرت في ليبيا بين المهدي والمسؤولين الليبيين اخيراً في طرابلس. وأكد القيادي في الحزب الاتحادي فتحي شيلا ل "الحياة" أهمية الدور المصري في حل مشكلة السودان، وقال "نرحب بأي مسعى يؤدي الى الحل في اطار القرارات التي اتخذها التجمع الوطني والاسس التي حددها لحل المشكلات السودانية".