في الذكرى الثانية لتفجير سفارتيها في شرق افريقيا اكدت واشنطن انها لن تخضع ل"الترهيب" وهددت حركة "طالبان" بأنها ستتعرض لعقوبات جديدة من مجلس الأمن اذا لم تُسلّم أسامة بن لادن للمحاكمة بتهمة تدبير الهجومين اللذين أوقعا 224 قتيلاً وحوالى خمسة آلاف جريح. وتخضع أفغانستان الآن لعقوبات فرضها المجلس بداية هذه السنة، لإرغام الحركة الحاكمة في كابول على تسليم "ضيفها" إبن لادن. وأكدت "طالبان" مرات رفضها تسليمه، على رغم انها قيّدت حركته وتعهدت منعه من القيام بأي عمل معادٍ لأي دولة إنطلاقاً من الأراضي الأفغانية. ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر قوله: "وضعنا اسامة بن لادن في موقف يمكنه الاختباء لكنه لا يمكنه الهرب". وتقترب الولاياتالمتحدة وروسيا من الاتفاق على عقوبات تضاف الى القيود الحالية على الرحلات الجوية الى افغانستان، وعلى أرصدة "طالبان" في الخارج. وأوضح باوتشر ان العقوبات الجديدة المقترحة "قد تتضمن حظراً على سفر اعضاء طالبان واغلاق المكاتب التمثيلية للحركة وحظراً على السلاح. ومثل هذه الاجراءات يُناقش مع اعضاء آخرين في مجلس الامن". ونكّست وزارة الخارجية الأميركية علم الولاياتالمتحدة أمام مبناها في واشنطن، في حين وقف موظفو الوزارة دقيقة صمت في الذكرى الثانية لتفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام. وقال الرئيس بيل كلينتون في بيان: "استُهدفوا لأنهم كانوا يؤمنون بمبادئ التسامح والتفاهم والتعاون ما وراء الحدود. انتزع الارهابيون منا زملاءنا واصدقاءنا لكنهم فشلوا تماماً في منعنا من الاستمرار في الترويج لهذه المبادئ عبر العالم". أما وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت فأكدت ان واشنطن لن يهدأ لها بال "طالما ان المسؤولين عن الاعتداءين لم يدفعوا الثمن". وشددت على ان اميركا "لن تخضع للترهيب ولن تتراجع في العالم". مشيرة الى ان تسعة من الاشخاص السبعة عشر الذين وجهت اليهم اتهامات في ما يتعلق بتفجير السفارتين هم معتقلون: ستة في نيويورك وثلاثة في لندن ينتظرون بت طلبات بتسليمهم.