تحدت حركة "طالبان" امس العقوبات التي فرضتها واشنطن على شركة الخطوط الجوية الافغانية "أريانا"، مؤكدة انها لن تتمكن من اجبارها على تسليم اسامة بن لادن. وهددت واشنطن بعقوبات مماثلة ضد "بعض المصارف ومشاريع الاعمال والافراد، من بينهم اشخاص في الشرق الاوسط، يتحركون لمصلحة ابن لادن او بالنيابة عنه ويقدمون دعماً مادياً ومعنوياً لأعمال العنف التي ينفذها". واشنطن، اسلام آباد - "الحياة"، رويترز - قال زعيم حركة "طالبان" محمد عمر امس الاربعاء ان عقوبات جديدة فرضتها الولاياتالمتحدة على الحركة اول من امس، لن تجبر الاخيرة على تسليم اسامة بن لادن. وأشار محمد عمر في تصريح لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها الى ان ابن لادن حر في ترك ملاذه في افغانستان كما انه حر في مغادرة البلاد وان "طالبان" ستؤيده في قراره. وأضاف عمر انه "اذا وجد اسامة مكاناً في دولة اخرى وقرر مغادرة افغانستان بمحض ارادته، سنساعده ونرحب بقراره. لكن كرامتنا لا تسمح لنا بتسليمه لأحد او بطرده من افغانستان". وجاء ذلك غداة اعلان البيت الابيض توسيع العقوبات ضد "طالبان" بتجميد ارصدة في الولاياتالمتحدة عائدة الى شركة الخطوط الجوية الافغانية "أريانا" ويبلغ حجمها 500 الف دولار. كما اعلن عن منع كل الاميركيين من التعامل التجاري مع الشركة بسبب صلاتها المزعومة مع تنظيم "القاعدة" المتطرف الذي يتزعمه ابن لادن. وتهدف هذه الخطوة الي تشديد الضغط على "طالبان" لتسلم ابن لادن الذي تتهمه واشنطن بتدبير تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام قبل عام والتآمر لشن هجمات جديدة على المواطنين الاميركيين. وكانت الولاياتالمتحدة حظرت في 6 تموز يوليو الماضي التجارة مع المناطق الخاضعة لسيطرة "طالبان" في افغانستان، رداً على اعتراف الحركة الشهر الماضي بوجود ابن لادن في افغانستان تحت حماية مقاتليها. وقال ديفيد ليفي الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان "هذه العقوبات التي سيسري مفعولها فوراً، تشكل رداً على الملاذ الآمن الذي تقدمه "طالبان" لاسامة بن لادن وشبكته الارهابية". واضاف ان "دور أريانا في نقل مواد واشخاص واموال الى طالبان يقلقنا. وكجزء من استراتيجيتنا لعزل ابن لادن ومؤيديه، سنواصل تطبيق العقوبات ضده وضد اولئك الذين يدعمونه ويساعدونه في تنفيذ اعمال العنف". واعتبر ان تجميد اموال "أريانا" هو رسالة تحذير لكل من يدعم ابن لادن. متورطون مع ابن لادن؟ كما ذكر ليفي ان وزارة الخزانة الاميركية تحقق في احتمال وجود صلات بين تنظيم "القاعدة" ومؤسسات اخرى في افغانستان وخارجها من بينها مصارف ومشاريع في بلدان شرق اوسطية. وقال ان "مكتب مراقبة الاصول الاجنبية التابع لوزارة الخزانة يراجع تقارير مفادها ان بعض المصارف ومشاريع الاعمال والافراد، من بينهم اشخاص في الشرق الاوسط، يتحركون لمصلحة ابن لادن او بالنيابة عنه ويقدمون دعماً مادياً ومعنوياً لأعمال العنف التي ينفذها". وأضاف انه "اذا تأكدت صحة هذه التقارير واذا لم توقف هذه المؤسسات والافراد دعمها لاسامة بن لادن فانها قد تواجه عقوبات مماثلة لما اُعلن اليوم". وكانت تقارير افادت قبل بضعة اسابيع ان مصرفاً في الامارات العربية المتحدة يرتبط بصلات مع جماعة ابن لادن. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان السفارة الاميركية في اسلام آباد تطبق حظراً على حركة موظفيها الى اقليم الشمال الغربي الحدودي في باكستان. وترجع هذه الخطوة جزئياً الى التهديدات التي اطلقها مجدداً زعيم تنظيم "الجماعة الاسلامية" ضد الاميركيين واشادته باسامة بن لادن في اعقاب اجتماعه مع مسؤول من السفارة الاميركية. واوضح جيمس روبن الناطق باسم الوزارة ان مثل هذه التصريحات يغذي الانطباع بأن الاسلام والولاياتالمتحدة يخوضان معركة تاريخية، مشيراً الى ان هذه "معركة زائفة".