تكبدت القوات الروسية أفدح الخسائر في الشيشان اثر سلسلة عمليات انتحارية قال منفذوها إنها أدت إلى مصرع 180-200 وجرح قرابة 700 جندي وضابط، فيما قدمت موسكو معلومات متناقضة عن عدد القتلى والجرحى، وعقد الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعاً مع مسؤولي وزارات "القوة" لدرس التطورات الأخيرة. وحاولت القيادة العسكرية الفيديرالية التقليل من أهمية هجومين وقعا نهاء الأحد في مدينة غوديرميس التي أصبحت عاصمة موقتة للشيشان. وأشارت بلاغات رسمية إلى مصرع شخص واحد وجرح ثلاثة. إلا أن التفجير الذي هز مدينة ارغون فجر الاثنين ارغم الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي على إصدار بيان رسمي اعترف فيه ان خمس عمليات "ارهابية" أدت إلى مصرع 36 وجرح 74. وقال إنها تمت كلها باسلوب واحد حيث استخدمت شاحنات محملة بالمتفجرات يقودها سائقون انتحاريون لمهاجمة أهداف عسكرية. وذكر ان شاحنتين دخلتا غوديرميس واصيب سائقها قبل بلوغ الهدف، ما قلص حجم الخسائر، فيما اقتحمت الثالثة بوابة ثكنة للأمن الداخلي، فأدى الانفجار إلى مقتل 3 وجرح 20 شخصاً. وفي أوروس مارتان اندفعت شاحنة رابعة بسرعة هائلة نحو مقر القيادة العسكرية وقتل سائقها عند أحد الحواجز، إلا أن سيارته انفجرت فقتلت اثنين وجرحت عدداً غير معروف. وفي الوقت ذاته، اطلقت نيران من منازل قريبة وجرت محاولة لاقتحام مقر مديرية الشرطة القريب من الموقع. إلا أن أخطر الحوادث جرى في مدينة ارغون التي تبعد 10 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من غروزني. واعترف ياسترجيمبسكي بمصرع 25 شخصاً في هذا الحادث، فيما قال قائد القوات الفيديرالية في القوقاز غينادي تروشيف ان 30 شخصاً قتلوا، وأعلنت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان العدد زاد على الخمسين قتيلاً. وظهر على موقع "قوقاز" الشيشاني في شبكة الانترنت نبأ يشير إلى أن 180-200 جندياً وضابطاً روسياً قتلوا و700 جرحوا في سياق "سلسلة ضربات دقيقة". ونسب الموقع إلى القائد العربي الأصل الأمير خطاب ان الضربات كانت "متزامنة"، وأدت إلى حالة هلع في القوات الروسية. وأضاف ان العمليات برهنت ان "المغامرة العسكرية في الشيشان ... لا آفاق لها". وقامت القوات الروسية بتطويق ارغون والمدن القريبة منها، ونقلت امدادات إلى المنطقة التي غدت مسرحاً للعمليات. وجرت عمليات "تمشيط" واسعة النطاق. وذكرت مصادر شيشانية ان عشرات من الشبان اعتقلوا للاشتباه بهم. واعترف الجنرال تروشيف ب"اهمال وظيفي" أدى إلى الحوادث، وقال إن القيادة كانت لديها معلومات استخبارية عن احتمال تنفيذ عمليات، وانها طلبت من القطعات إبداء "يقظة خاصة" حيال الشاحنات. وأنحى باللائمة على قيادة الأمن الداخلي في منطقة ارغون التي قال إنها لم تتخذ الاجراءات اللازمة.