} وضع الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن الكرملين في موقف حرج، معلناً انه يتوقع انتهاء الحرب في الشيشان في غضون شهر او شهرين، ما اعتبر تلميحاً الى تزامنها مع الانتخابات الرئاسية لضمان فوز خلفه فلاديمير بوتين. وفي الوقت نفسه، اثارت صحيفة "ذي اندبندنت" بلبلة في موسكو بحصولها على معلومات موثقة تشير الى ان الاستخبارات الروسية مسؤولة عن الاعتداءات بالمتفجرات التي استهدفت بنايات سكنية في موسكو الصيف الماضي وكانت مبرراً لشن الحرب الروسية على الشيشان. وسارعت موسكو الى نفي صحة هذه المعلومات. نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية المرموقة امس الخميس انها تملك شريط فيديو يحمل اعترافاً من ضابط روسي اسره الشيشانيون بأن الروس مسؤولون عن سلسلة التفجيرات التي استهدفت بنايات سكنية في انحاء روسيا في ايلول سبتمبر الماضي. وهي التفجيرات التي اتخذها الروس ذريعة لشن الحرب على الشيشان. واوضحت "ذي اندبندنت" ان صحافياً تركياً سجل هذا الشريط الشهر الماضي قبل ان تحاصر القوات الروسية العاصمة الشيشانية. ويتضمن معلومات في هذا الشأن من الضابط في الاستخبارات العسكرية الروسية الكسي غالتين الاسير لدى الشيشان. واشارت وثائق عرضها حراس الضابط الروسي انه "لفتنانت في الاجهزة العسكرية الخاصة في المقر العام لقيادة القوات الخاصة للاتحاد الروسي". واكد الضابط الاسير في التسجيل انه لم يشارك في الاعتداءات. لكنه اضاف: "حسب معلومات املكها، اعرف المسؤول عن هذه الاعتداءات في موسكو وداغستان وجهاز الاستخبارات الروسي بالتعاون مع الاجهزة السرية العسكرية، مسؤول عن التفجيرات في موسكو وفولغودونسك". وذكر اسماء عدد من الضباط المتورطين في اجهزة الاستخبارات العسكرية. ورداً على سؤال للصحيفة رفضت وزارة الدفاع الروسية الاعتراف بصحة هذا التسجيل، مؤكدة انها عملية دعائية و"استفزاز" من جانب الشيشانيين. وقالت "ذي اندبندنت" ان الصحافي التركي سيدات ارال المصور في وكالة "اي اس اف نيوز بيكتشرز"، سجل الشريط في احد ملاجئ غروزني المحصنة حيث التقى ابو موساييف رئيس جهاز الاستخبارات الشيشاني. ورفضت الوزارة الكشف عما اذا كان هناك ضابط بهذا الاسم. لكن متحدثاً باسمها قال لاذاعة "صدى موسكو" انه حتى لو كان غالتين اسم ضابط اسير فإن اعترافاته لا يمكن ان تعتبر صحيحة لأنها انتزعت في ظروف غير طبيعية. ونفى نائب رئيس الحكومة الروسية نيكولاي كوشمان ان تكون الاجهزة الخاصة متورطة في تدبير أعمال تخريبية. واكد ان مسؤولية التفجيرات يتحملها القائد الميداني العربي الأصل خطاب. يلتسن وتوقع الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن انتهاء الحرب الشيشانية في غضون شهرين، فيما أكد نائب رئيس الوزراء نيكولاي كوشمان ان عملية السيطرة على غروزني تأخرت بسبب المقاومة الضارية. وأدلى يلتسن الذي يشارك في احتفالات عيد الميلاد وفق التقويم الارثوذكسي بتصريحين متناقضين، اذ قال صباح امس ان الحرب ستستمر شهرين "ويحل السلام ويخفق العلم الروسي فوق الشيشان". واكد ان ذلك سيتم "من دون خسائر بين المدنيين". وبعد بضع ساعات أدلى يلتسن بتصريح آخر أثناء لقائه مع الرئيس الاسرائيلي عايزر وايزمان اذ قال ان العملية العسكرية سوف تنتهي بعد شهر واحد. وذكر انها ستسفر عن "القضاء على الارهابيين والإفراج عن رهائن بينهم اسرائيليان". واحدثت تصريحات الرئيس السابق بلبلة في موسكو اذ ان القيادة العسكرية رفضت تحديد أي موعد لانتهاء العمليات، كما ان القيادة السياسية اعتبرت تحديد موعد الشهرين تلميحاً الى ان موعد "إنهاء" الحرب محدد ليتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، بهدف ضمان الفوز الساحق للرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين. وأعلن وكيل وزارة الداخلية فاليري فيودروف انه "لن يكون هناك موعد محدد" لإنجاز العمليات، فيما ذكر القائد السابق للقوات السوفياتية في افغانستان الجنرال بوريس غروموف ان فترة الشهرين "قصيرة جداً". واعترف نيكولاي كوشمان بأن موعداً كان حدد لانجاز عملية "تحرير" غروزني الا انه أرجئ بسبب المقاومة العنيفة أو ما وصفه ب"ضراوة اليائسين". وأضاف ان تأجيل الموعد حتى أواخر الشهر الجاري أو منتصف شباط فبراير المقبل، يهدف الى تقليص الخسائر بين المدنيين والقوات الفيديرالية. إلا ان عيسى منايف القائد العسكري الشيشاني المسؤول عن غروزني، ذكر ان القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة وتراجعت على عدد من المحاور اهمها منطقة "سونجا" الاستراتيجية ومنطقة المصانع في غروزني. واضاف ان فصائل المجاهدين في المدينة قادرة على فتح ثغرات في طوق الحصار ولكنها لا تريد إرغام القوات الروسية على التراجع بل تسعى الى استدراجها الى عمق المدينة وانزال أكبر قدر من الخسائر بها. ومن جانبها ذكرت وزارة الدفاع الرسمية ان قواتها واصلت التحرك نحو وسط غروزني وتدير مواقع النيران ونقاط الارتكاز. واكدت الوزارة ان طوق الحصار يمنع محاولات الخروج من المدينة أو ايصال أسلحة وذخائر اليها. ورفض أبرز القادة العسكريين الروس الجنرال فلاديمير شامانوف قائد المجموعة الغربية الموافقة على هدنة موقتة وقال ان القوات الفيديرالية توشك على "إبادة" المقاتلين الشيشانيين. وتواجه قوات شامانوف مقاومة عنيفة في المناطق الجبلية وخصوصاً في محيط بلدة فيدينو التي ذكرت موسكو ان وحدات المظليين وصلت الى مشارفها الجنوبية. ولهذه البلدة أهمية استراتيجية ومعنوية، اذ كان فيها مقر الإمام شامل اثناء الحرب القوقازية في القرن الماضي وهي موطن القائد الميداني شامل باسيف الذي ذكرت مصادر مختلفة انه غادر غروزني سراً ليقود عمليات في الجبال. وتوقعت قيادة قوات القوقاز هجوماً مضاداً على وحداتها في غوديرميس ثاني أكبر المدن الشيشانية. وكان فلاديمير بوتين زار المدينة بعد ساعات من تسلمه الصلاحيات الرئاسية وتعهد بمنع عودة المقاتلين الشيشانيين اليها. واعترفت القيادة الروسية بأنها فقدت حتى الآن زهاء 600 قتيل وقرابة 2000 جريح ولم تحدد عدد الأسرى، فيما ذكر الشيشانيون أنهم تمكنوا من أسر بضع عشرات من الجنود والضباط.