تعرضت القوات الروسية إلى سلسلة هجمات في غروزني وضواحيها أدت إلى اعطاب مدرعات وشاحنات، واعترفت موسكو بمصرع نائب الحاكم العسكري لإحدى مناطق المدينة في ميدان مينوتكا في قلب العاصمة الشيشانية. وذكر المراسل الميداني لوكالة "ايتار تاس" الحكومية الرسمية انه شاهد شاحنتين تحترقان اثر هجوم شنه الشيشانيون على قافلة عسكرية في منطقة تشيرنوريتشيه في ضواحي غروزني. ونفى الناطق الرسمي سيرغي ياسترجيمبسكي ان يكون الطابور العسكري وقع في كمين، لكنه اعترف بأن النيران اطلقت على "شاحنات تسير كل منها على انفراد". وقال إن هناك "خسائر من الجانبين". كما اعترفت القيادة الروسية بأن شيشانيين اطلقوا قذائف "آر. بي. جي" المضادة على مدرعة كانت تقل ضباطاً بينهم نائب الحاكم العسكري لإحدى مناطق غروزني، الذي قتل ومعه ضابط آخر وجرح ثلاثة أشخاص. ولفت الانتباه ان الحادث وقع في ميدان مينوتكا المتاخم لمركز غروزني. وذكرت القيادة الروسية ان شيشانيين يتنقلون بسيارات تحمل اشارات شرطة المرور الروسية اطلقوا النار على مدرعتين في حي برويسلوفسكي في العاصمة الشيشانية. ولم تعلن عدد الخسائر. وأشار موقع "صوت القوقاز" على شبكة الانترنت الذي يعده شيشانيون مناوئون لموسكو إلى ان العمليات المذكورة كانت مترابطة وقام بها "فريق جوال"، وأكد ان روسيا فقدت زهاء عشر مدرعات وشاحنات واعداداً من القتلى والجرحى. ولوحظ تحشد زهاء ألف مقاتل نزلوا من الجبال إلى المناطق السهلية، وتوقعت أجهزة الأمن الروسية ان يحاولوا القيام بهجوم هدفه السيطرة على المدن الكبيرة. وذكر مسؤولون أمنيون ان قرابة 1500 مقاتل موجودون حالياً في هذه المدن سينضمون إلى المهاجمين. وأعلنت سلطات جمهورية داغستان حال التأهب القصوى في وحدات الشرطة والقوات الخاصة في المناطق الحدودية، خوفاً من "تسلل" مسلحين إلى أراضيها. وعزا ياسترجيمبسكي تزايد نشاط المقاومة الشيشانية إلى ثلاثة أسباب، أولها تأمين ضغط دولي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة اوكيناوا، والثاني التهيئة لهجوم شامل هدفه "السيطرة الموقتة" على عدد من المراكز المأهولة. وأضاف ان الهدف الثالث هو "استعراض القوة" لعرقلة مساع تقوم بها الإدارة الشيشانية المتعاونة مع موسكو لإقناع عدد من القادة الميدانيين بإنهاء المقاومة. وذكر الحاكم المدني أحمد قادروف أمس ان لديه "معلومات أكيدة" بأن محمد خابييف واديدمار ابالايف وتوربال علي اتغيرييف، الذين شغلوا على التوالي وزارات الدفاع والداخلية والأمن في حكومة الرئيس اصلان مسخادوف، لم يعودوا يشاركون في القتال، لكنهم "يحجمون لاعتبارات ما" عن اعلان مواقفهم. ويذكر ان قادروف كان أعلن سابقاً انه "تفاهم" مع اتغيرييف على انهاء المقاومة، لكن الأخير أصدر بياناً قال فيه إنه ما برح يقود تشكيلات مسلحة تحت امرة مسخادوف. ومن جهة أخرى، قال قادروف إن العلمليات "الارهابية" لا يقوم بها شيشانيون، بل "مرتزقة عرب" يتلقون "مبالغ ضخمة" لقاء تنظيم التفجيرات.