قرر الحزب الاشتراكي اليمني أمس فصل حسن باعوم سكرتير منظمة الحزب في محافظة حضرموت وطرده من قاعة المؤتمر العام الرابع الدورة الانتخابية في صنعاء على صفعات المندوبين والأعضاء، ومعه محمد حيدره مسدوس عضو المكتب السياسي، بعد محاولة باعوم الاعتداء على الأمين العام للحزب علي صالح عباد مقبل في الجلسة المغلقة التي تلت جلسة الافتتاح. ووجه باعوم الشتائم الى قيادة الحزب وانتزع الميكروفون من أمام "مقبل" ليعلن رفضه أي حديث أو مناقشات تسبق الخوض في مسألة تصحيح مسار الوحدة التي سبق له أن طرحها ومعه مسدوس، وكان قادة الحزب اعتبروها توجهاً انفصالياً مرفوضاً يخالف نهج الحزب وتوجهاته الوطنية والوحدوية. وحاول الحزب الاشتراكي اليمني - المعارض - ان يظهر تماسكاً بين أعضائه وقياداته في افتتاح مؤتمره العام الرابع الدورة الانتخابية أمس بمشاركة 2500 عضو وأن يخلط أوراق الآخرين وتوقعاتهم حيال نجاحه في عقد الفصل الأخير من مؤتمره العام الرابع، غير أن باعوم ومسدوس عكرا صفو تطلعات الاشتراكي الى القفز على واقعه واحباطاته إثر محاولتهما قيادة تيار مناهض لأي توجهات لترسيخ مبادئ الديموقراطية وتكريس وحدة الحزب وتماسكه مستقبلاً من خلال نجاح المؤتمر العام في انتخاب 137 عضواً في اللجنة المركزية الى جانب 110 أعضاء عيّنوا في لائحة التمثيل الوطني وفق انتخابات تمت على مستوى المحافظات وبحسب ثقل وجود الحزب، و39 عضواً هم قيادات الحزب الموجودون في الخارج منذ حرب صيف 1994، وفي مقدمهم علي سالم البيض وعناصر قائمة ال16 المطلوبين باحكام قضائية. وعلى رغم ان المؤتمر العام الرابع للحزب قرر طرد باعوم ومسدوس في خطوة غير متوقعة استهل بها المؤتمر اعماله امس، تحديداً بسبب توجهاتهما الانفصالية، إلا أن معظم الشعارات التي رددها اعضاء الحزب دانت واقع الوحدة اليمنية منها: "يا حزبنا يا صانع الوحدة قد غيروا الوحدة ومعناها ولا نريد الحكم بالقوة هذي أساليب قد رفضناها". وهو من بين 21 شعاراً رددت خلال كلمات الافتتاح التي بدأها "مقبل" ودان حرب عام 94 واعتبرها اتجاهاً لاطاحة الفكرة السياسية للحزب الاشتراكي وتدمير البنية البشرية المجسدة لها، وأشار الى احتجاز المنتصرين الحكم أموال الحزب وممتلكاته لتكريس عجزه، كذلك تعمد الملاحقات والحرب المعيشية ضد أنصار الحزب ومحاولات التآمر لتدمير الحزب من الداخل. لكنه قال ان الاشتراكي تجاوز كل تلك المحاولات وانتصر للديموقراطية في داخله على المفاهيم البالية في العمل الحزبي. ووجه "مقبل" انتقادات عنيفة للصحافة الرسمية والصحافة الأخرى التي تعمل من أجل إثارة "قضايا مختلقة" ضد الحزب وتسلط الضوء على "خلافات" لتغطية المحاولات الرامية لانهاك الحزب وتدميره. ولم يتمكن عبدالملك منصور وزير الثقافة عضو اللجنة العامة للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من مواصلة خطابه بوتيرة واحدة إذ قاطعته وطغت على صوته الشعارات التي كان يرددها أعضاء الحزب في قاعة المؤتمر، ما اضطره الى مواصلة خطابه المليء بالنصائح للحزب لتجاوز ماضيه والاتعاظ بتجاربه والمساهمة في تكريس الديموقراطية في البلد على رغم هدير الشعارات التي لم تتوقف حتى النهاية. وكان الملفت أمس خطاب "التجمع اليمني للاصلاح" الذي ألقاه أمينه العام محمد اليدومي، اذ حظي بالتصفيق الحار والارتياح من جانب اعضاء الاشتراكي. اذ تحدث اليدومي عن دور الاشتراكي في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية منتصف عام 1990 وأهمية الحزب ودوره في تحقيق التوازن السياسي وقدرته على إفشال "كل المحاولات التي أرادت وتريد الاساءة الى التاريخ الوحدوي للحزب الاشتراكي". وأضاف "ان مؤتمركم هذا يسد باب التقولات ويقطع دابر التخرصات ويزيل كل الالتباسات التي تسيء بقصد أو من دون قصد الى الحزب ورصيده الوطني بحسن نية أو بسوء نية". وفي ضوء التطورات الجديدة التي يشهدها الحزب الاشتراكي يبدو الحزب مصمماً على تخطي عثراته وتصحيح مساراته وتركيبته الداخلية وتبني خطاب أكثر هدوئاً في التعامل مع الحكم والتعايش مع الظروف الراهنة في البلاد.