بدأ الحزب الاشتراكي اليمني المعارض امس دورته الأولى للمؤتمر العام الرابع الذي تأجل مرات منذ نحو 13 سنة، وذلك تحت شعار "من اجل مصالحة وطنية وبناء دولة النظام والقانون والمؤسسات وتحقيق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية". ويحضر المؤتمر 1351 مندوباً ويتغيب مندوبو منظمة الحزب في محافظة حضرموت التي اعلنت مقاطعتها المؤتمر بسبب عدم تجاوب الحزب مع قضاياها وتوجهاتها السياسية في المحافظة. جلسة الافتتاح حضرها عدد من قادة الاحزاب السياسية، في مقدمها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وعلت صيحات اعضاء المؤتمر الذين رددوا شعارات مساندة السيد حسين باعوم عضو المكتب السياسي سكرتير منظمة الحزب في حضرموت المطلوب من الاجهزة الأمنية اليمنية بتهمة اثارة الشغب والتسبب في مقتل شخصين خلال تظاهرة في المكلا أواخر نيسان ابريل الماضي. وخلال جلسة الافتتاح اكد السيد علي صالح عباد مقبل الأمين العام للحزب الاشتراكي حاجة حزبه الملحة الى اعادة تقديم نفسه إلى الداخل والخارج بسبب ما وصفه بپ"الدعاية التضليلية" التي تمارس ضده "ورسمت له ولا تزال صورة مشوهة نظراً الى المعترك الذي خاضه الحزب الاشتراكي على صعيد تجديد وتغيير مفاهيمه وتوجهاته، ولا بد من اعلامها الرأي العام الخارجي لتصحيح التصورات الرائجة حول الحزب، والتي غالباً ما تصدر عن خصومه وليس من داخله". وأضاف: "أفضت حرب صيف 1994 الى اخراج الحزب من الائتلاف الثلاثي في السلطة الذي كان يحكم آنذاك، وفرضت عليه اجراءات قاسية تضعه موضع الحزب المحظور عليه النشاط من الناحية الفعلية، والى هذه اللحظة لا تزال امواله ومقراته وممتلكاته رهن الحجز والاستيلاء المنافيين للدستور والقانون، ويجري التصرف بها من قبل الاجهزة الرسمية، الى جانب ما يلاقيه اعضاء الحزب من ضغوط وممارسات غير قانونية تهدر حقوقهم في المواطنة والوظيفة، وتنتهك حقوقهم الانسانية شأنهم شأن عشرات الآلاف من الموظفين العسكريين والمدنيين الذين فقدوا اعمالهم بفعل الحرب". واتهم مقبل الحزب الحاكم باخراج الاشتراكي الى المعارضة، وقال: "منذ اخرج المنتصرون في الحرب الحزب الاشتراكي من الحكم تلمس طريقه الى صفوف المعارضة الوطنية الجادة التي تعمل وفقاً للدستور والقوانين". وأكد ان "الوحدة اليمنية خيار واختيار نهائي لا رجعة عنه" وان الكيان السياسي والجغرافي لليمنيين "الجمهورية اليمنية ليس مطروحاً للجدل"، لافتاً الى ان موقف الحزب الاشتراكي "قاطع في هذه القضية لا لبس فيه". وزاد ان "الحزب الاشتراكي يرفض رفضاً قاطعاً أية أفكار أو هواجس تضع الكيان اليمني الموحد سياسياً وجغرافياً موضع المراجعة او اعادة النظر. لأن الوحدة كانت اغلى الاهداف الاستراتيجية للحزب الاشتراكي واليوم يحل محله هدف بقاء الوحدة والحفاظ علىها على امتداد اليمن". كما اكد تمسك حزبه بالديموقراطية "كاختيار لا بديل سواه ولا تراجع عنه". وأشار الأمين العام للحزب الاشتراكي الى مساهمات حزبه في "الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الاستقلال في جنوب اليمن والمساهمة في تحقيق الوحدة اليمنية"، ووجه انتقاداً لاذعاً الى السلطات والحزب الحاكم بسبب "استمرار نهج الحرب وعسكرة المحافظاتالجنوبية والشرقية للبلاد". وقال ان "المنتصرين في الحرب ما انفكوا حتى هذه اللحظة يلحقون الاهانات البالغة بالوحدة من خلال الاعمال والممارسات الخاطئة التي تمارس في المحافظاتالجنوبية والشرقية، والتي تقوم على نهب ممتلكات الناس، وانتهاك حقوقهم، وإهدار امنهم، وكرامتهم وإشاعة الفوضى والاعمال الانتقامية، وتكريس مظاهر التمييز بين المواطنين لأسباب سياسية او لأسباب تتعلق بالانتماء الجغرافي او الاسري". وذكر مقبل ان الحزب الاشتراكي نادى بالمصالحة الوطنية لازالة آثار الحرب "لكن هذه الدعوة ووجهت ليس فقط بالسخرية والتهكم بل ايضاً بادانة الداعين اليها ووصمهم بالخيانة والعمالة والعداء للوطن. وقالوا ضمن ما قالوه ان الدعوة الى المصالحة الوطنية تستهدف اطاحة المؤسسات الدستورية وإشراك المعارضة دون وجه حق في السلطة". وأعلن الأمين العام للاشتراكي ان "المعارضة لا تنوي المشاركة في سلطة فاسدة"، وأضاف: "لا نحل عمل المؤسسات الدستورية التي افرغت من المضمون وحولت الى ديكور للخداع باسم الديموقراطية، وان المعارضة تدعو الى المصالحة الوطنية من اجل وقف مسلسل الاقصاء والعنف ورد الاعتبار الى ضحايا الصراعات السياسية". مشروع بديل وعدد ملاحظات اعتبرها مشروع برنامج بديل لبرنامج اصلاح شامل تتبناه الحكومة وانتقده بشدة قائلاً انه يحتاج الى "ارادة سياسية وقرار سياسي حازم وحاسم واصلاح شامل من دون استثناء". واورد اقتراحات لخفض العجز في الموازنة، والحد من الفساد وتعزيز الامن في البلد. ثم القيت كلمات ممثلي الحزب الحاكم وحزب التجمع اليمني للاصلاح المعارض واحزاب مجلس التنسيق الاعلى للمعارضة، واجمعت على ان الحزب الاشتراكي يعد عنصراً اساسياً في التوازن السياسي في اليمن. وأشار السيد جار الله عمر عضو المكتب السياسي للاشتراكي الى برقيات تبارك عقد المؤتمر من قادة الحزب في الخارج ومنهم سالم صالح محمد الامين العام المساعد سابقاً، وحيدر العطاس المحكوم بالاعدام والدكتور ياسين سعيد نعمان. المتوكل ونوّه العميد يحيى المتوكل الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام بالادوار التي "شارك من خلالها الحزب الاشتراكي في مسيرة العمل الوطني بدءاً من الدفاع عن الثورة وانجاز الاستقلال من الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن ودور الشريك الرئيسي في اعادة تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990". واضاف: "من الطبيعي ان نتفاءل بقدرة مؤتمركم على اعادة الامور الى سياقها التاريخي الذي يجعل الحزب الاشتراكي اليوم امتداداً لتجربته النضالية التي تربأ بنفسها عن الارتداد والنكوص فتتجاوز النزوات وتصون المنجزات الوطنية لتنطلق مجدداً الى مستقبل اكثر اشراقاً وعطاء". وطالب المتوكل ضمنياً بأن يحدد المؤتمر العام للحزب الاشتراكي موقفه من الانفصال عام 1994 اذ اشار في كلمته الى "اهمية التخلص من الآثار السلبية التي خلفتها محاولة الانفصال الخيانية الفاشلة التي قامت بها شرذمة كانت من قيادة الحزب ولم تكن منفذة لارادته ولا معبّرة عن مبادئه ومعتقداته". وزاد: "بعيداً عن المزايدات والانفعالات وردود الفعل، فاننا في المؤتمر الشعبي العام مستعدون للعمل جنباً الى جنب مع كل القوى السياسية والوطنية متجاوزين اخطاء الماضي". واكد ان "الاتفاق الجوهري على عدالة الثورة اليمنية وقداسة الوحدة اليمنية وضرورة الديموقراطية يعتبر المرتكز الرئيسي لاستعادة القوى السياسية اليمنية الثقة ببعضها بعضاً لتنسى الماضي وتلتقي على ارضية المستقبل". اليدومي الى ذلك الكد السيد عمر اليدومي الامين العام لحزب التجمع للاصلاح في كلمته ان حزبه يعتبر الحزب الاشتراكي عنصراً مهماً من عناصر التوازن السياسي والاستقرار في البلاد، مشدداً على ضرورة خروج المؤتمر العام الرابع للاشتراك بقرارات وتوصيات "تثري التجربة الديموقراطية في البلد". وطالب بپ"البحث في القواسم المشتركة وتحقيق جسور العلاقة بين القوى الوطنية واعتماد منهج الحوار في التعاطي مع قضايا الخلاف والاختلاف وتعميق معاني التسامح والتحرر من آثار صراعات الماضي". وباسم احزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة اكد السيد عبدالملك المخلافي اهمية "ان ينطلق الحزب الاشتراكي من مؤتمره العام الى الدور الذي يليق به على الساحة اليمنية كحزب مناضل بتاريخه ومواقفه". وطالب بپ"اصلاحات شاملة" في مقدمها انتخابات نيابية مبكرة"