وجه السيد عبدالباري طاهر عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني - المعارض - انتقادات عنيفة لسياسة حزبه التي انتهجها منذ نهاية الحرب الانفصالية صيف العام 1994. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "الصحوة" الناطقة باسم حزب التجمع اليمني للاصلاح الاسلامي - المعارض في عددها الاخير ان قيادة الحزب الاشتراكي اليمني التي جاءت بعد الحرب كانت خطت خطوة فقط باتجاه المستقبل يعني انعقاد الدورة الأولى للمؤتمر العام الرابع للحزب اخيراً في صنعاء ولكنها لم تغادر المواقع القديمة كلية في انتظار الذي يأتي والذي لا يأتي". وهاجم طاهر بشدة اعلان الانفصال الذي اعلنه الأمين العام السابق علي سالم البيض إبان الحرب - والمحكوم عليه بالاعدام غيابياً - وقال: "ان اعلان الانفصال مثّل ارتداداً عن برنامج الحزب الاشتراكي ونهجه وكفاح اعضائه وكان انقلاباً واضحاً على الحزب واستهدفه بالقدر الذي استهدف اليمن ووحدتها وتاريخها". وكان طاهر الذي يهاجم حزبه للمرة الأولى قد انسحب من منصة اعضاء المكتب السياسي في افتتاح اعمال المؤتمر العام الرابع وغادر القاعة بعد دقائق من بدء المؤتمر اعماله ووصف في تصريحاته وضع الحزب الاشتراكي بأنه في عزلة قائلاً: "ان التمسك الأعمى بشعار المصالحة الوطنية واعتباره شرطاً للممارسة الديموقراطية قد أسهم في عزلة الحزب". وأضاف "ان الحزب الاشتراكي محكوم بتشدد السلطة من خارجه وبتشدد قياداته ما يبقي الحزب خارج اطار الفعل". وانضم طاهر، وهو نقيب الصحافيين اليمنيين، الى السيد محمد حيدرا مسدوس عضو المكتب السياسي للحزب الذي قاطع المؤتمر العام الرابع واعتبر في تصريحات صحافية نشرتها صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية الاسبوع الماضي "ان نتائج المؤتمر العام الرابع لحزبه اثبتت ان الحزب الاشتراكي لا يزال متمسكاً بالاخطاء السابقة والدليل على ذلك رفع شعارات قديمة في جلسات المؤتمر". وأضاف مسدوس في تصريحاته "ان عدم مشاركتي في المؤتمر العام الرابع يرجع الى عدم قناعتي بالوثائق التي قدمت الى المؤتمر ورفض قيادة الحزب توزيع ما كان لديّ من مشاريع بديلة على المندوبين". ويرى مراقبون ان انقساماً داخل التركيبة القيادية للحزب الاشتراكي يمثل منعطفاً مهماً في رسم سياسة الحزب ونشاطه مستقبلاً، بخاصة وان قيادته لم تعلن حتى الآن اي مبادرة لتهدف الى احتواء الازمة الداخلية المتمثلة في بروز تيار قيادي مهم ينتقد سياسة الحزب وخطابه ويتهمه بالتمسك بأخطاء الماضي وموروثاته التي عرضت الحزب لما يشبه العزلة على الساحة السياسية اليمنية وهو ما اكده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في هجومه العنيف اخيراً الموجه ضد الحزب الاشتراكي ووصفه بالتمسك بپ"ماضيه المظلم"