أعلن مسؤول سوداني كبير ان الأفكار الأميركية لحل المشكلة السودانية طرحها مبعوث الرئيس الأميركي الى السودان هاري جونستون اثناء حواره مع الخرطوم في كانون الأول يناير وحزيران يونيو الماضيين وتهدف الى جمع الحكومة والمعارضة الشمالية والجنوبية في واشنطن لإقرار تسوية سياسية. في غضون ذلك نفى رئيس التجمع الوطني الديموقراطي المعارض السيد محمد عثمان الميرغني وجود "مبادرة أميركية"، مؤكداً ان التجمع "لم يتلق عرضاً بهذا الصدد من واشنطن". وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان في تصريحات للصحافيين أمس ان حكومته ردت على الأفكار الأميركية، وأكدت الدور الأميركي، لكنها اشترطت الحياد. وذكر أن الأفكار التي طرحها جونستون على الحكومة لم تتضمن تشكيل مجلس سيادة خماسي لحكم البلاد، واتهم "التجمع" المعارض ب"الترويج لهذه الاشاعات بغرض التشويش على ملتقى الخرطوم التحضيري" الذي دعت اليه الحكومة وأرجئ الى أجل غير مسمى. ويتردد في الخرطوم ان الحكومة ترفض فكرة الرئاسة الدورية وتريد بقاء الرئيس عمر البشير رئيساً للدولة خلال الفترة الانتقالية. وكان الرئيس الأميركي بيل كلينتون عين النائب البارز هاري جونستون مبعوثاً خاصاً الى السودان وحدد مهماته في وقف الحرب وتحقيق السلام، ومعالجة القضايا الانسانية، لكن جونستون وسع مهمته، وعقد لقاءات مع الحكومة والمعارضة بحثت في أزمة السودان السياسية. ومن المقرر أن يرفع تقريراً الى الادارة الأميركية في شأن مهمته الشهر المقبل. الى ذلك، أصدر الميرغني بياناً نفى فيه بشدة "وجود مبادرة أميركية"، مؤكداً أن التجمع "لم يتلق أي عرض من واشنطن في هذا الصدد". وتابع أنه: "في مدى علم قيادة التجمع ان الولاياتالمتحدة تبدي حرصاً وتفهماً لضرورة توصل أهل السودان الى ما يجمع كلمتهم ويحافظ على وحدة بلادهم. وانها الولاياتالمتحدة بصدد تفعيل ما يؤدي الى التنسيق بين مبادرة ايغاد والمبادرة المصرية - الليبية، وهو جهد يجد التفهم والتعضيد". وأكد الميرغني ان "الاتصالات التي يجريها مع كل الأطراف تمضي في سبيلها بهدف التوصل الى حلول تقود الى استرداد الديموقراطية والوحدة والسلام. وتردد في الخرطوم ان واشنطن تسعى الى تسويق اقتراحاتها وأفكارها لحل الأزمة السودانية في اجتماع شركاء ايغاد الذي يعقد في أوسلو الشهر المقبل الذي ينتظر ان يبحث في الصعوبات التي أبطأت مساعي دول ايغاد في إحلال السلام في جنوب السودان. وأفادت مصادر موثوقة في الخرطوم ان جونستون اقترح دعوة الحكومة والمعارضة الى واشنطن للبحث في أفكار الادارة الأميركية لمعالجة المشكلة السودانية. وراجت في الأوساط السياسية والصحافية في الخرطوم أمس معلومات عن تفاصيل جديدة في شأن الأفكار الأميركية التي تدعو الى حكم البلاد عبر مجلس سيادة خماسي يتناوب أعضاؤه على رئاسته ويضم الرئيس عمر البشير، والصادق المهدي، ومحمد عثمان الميرغني، وجون قرنق، وشخصية قومية لم تحدد. لكن تردد ان حزب الأمة شدد على أهمية انضمام الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي الى عضوية المجلس وتمثيل حزبه في الحكومة. ورأى رئيس الحركة السودانية المتحدة محمد أبو القاسم حاج حمد ان المبادرة الأميركية "توجه اميركي لسودان جديد موحد علماني وديموقراطي يرفض عنصرية جون قرنق ودينية النظام الشمالي". وقال نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم ان حواراً يجري بين حزبه وواشنطن في شأن مبادرتها. ودعا الى "التعامل معها بايجابية إذا كانت تحل مشكلة السودان جزئياً"، واضاف ان "أميركا لها نفوذ في المنطقة وبمقدورها التأثير على دول الجوار لحمل الأطراف السودانية على التجاوب مع الاقتراحات".