دخلت المبادرة المصرية - الليبية الى مأزق يهددها بعد ابلاغ المبعوث الاميركي هاري جونستون قيادات المعارضة السودانية التقاهم اول من امس في القاهرة رفض واشنطن منح ليبيا اي دور في خطى الحل السوداني. وكان جونستون عقد ثلاثة لقاءات وقادة المعارضة راجع التفاصيل ص فيما كشف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل تفاصيل لقاءات تمت بين سفراء السودان لدى واشنطن واديس ابابا والقاهرة والمبعوث الأميركي. وقال ل"الحياة": "موقفنا من استقبال جونستون في الخرطوم لم يتحدد بعد ولدينا استفسارات عن طبيعة مهمته والخطوات التي تعتزم واشنطن اتخاذها لايجاد حل سياسي يحقق الوفاق السوداني". وعلمت "الحياة" ان جونستون ابلغ رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي صراحة رفض واشنطن أي دور ليبي في خطى السلام السودانية لاعتبارات تتعلق بالسياسة الاميركية تجاه ليبيا. وقال المبعوث للمهدي: "الرأي العام الاميركي لا يقبل التدخل الليبي ولايمكن لطرابلس ان تكون حمامة سلام في الملف السوداني". وحدد المبعوث مهمته في نقاط اساسية هي: الحفاظ على وحدة السودان والتصدي لانتهاكات حكومته في مجال حقوق الانسان وبحث في طلبات المعارضة في مجال المعونات الانسانية وسبل استعادة الديموقراطية. وعرض المبعوث خلال لقائه قيادات المعارضة عن تفاصيل اجتماع في واشنطن مع سفير السودان لدى الاممالمتحدة الفاتح عروة. وقال: "ابلغني السفير السوداني معارضة بلاده توسيع اطار ايغاد ليشمل المعارضة الشمالية السودانية، وان الخرطوم تفضل ان تكون ايغاد اطاراً لمفاوضاتها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها جون قرنق وان تعالج المبادرة المصرية - الليبية المصالحة بين القوى السياسية الشمالية للمعارضة والحكومة السودانية". وتعهد المبعوث بالضغط على الخرطوم الى ان تقبل توسيع ايغاد التي تضم اثيوبيا واريتريا واوغندا وكينيا لتشمل المعارضة الشمالية مع امكان انضمام مصر اليها. وعلى صعيد لقاء سفير السودان لدى مصر احمد عبدالحليم والمبعوث الاميركي اول من امس علمت "الحياة" ان السفير السوداني سأل جونستون عن طبيعة مهمته واجاب الاخير انها صنع السلام واكتفى عبدالحليم بالرد انه سينقل ما دار الى مرجعيته متجنباً البت في طلب المبعوث زيارة الخرطوم.